Menu
in

هكذا تبلور مشهد العالم الجديد !!

الحلقة رقم (٧)…..

•كيف روضت إيران أمريكا في العراق ..وجعلت العراق منطقة محايدة !!؟
•كيف خدعت إيران إسرائيل في سوريا ..وخططت لأستدراج الولايات المتحدة!.
•كيف شاركت روسيا بخداع الاعلام العربي حول ايران !.
بقلم :- سمير عبيد

#ماهي الأستراتيجية الجديدة لإيران في العراق والمنطقة !.
تبلورت أخيرا سياستين إيرانيتين وهما :-

أولا :-

السياسة الإيرانية الجديدة في العراق :-
١-يبدو أن إيران أتخذت قرارها بالشروع في سياسة الحياد الإيجابي في العراق. وتبلور هذا بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وبعد جائحة كورونا وتدهور الاقتصاد الايراني بسبب الحصار الاميركي وكورونا المستجد فرضخت إيران تكتيكيا الى الضغوط الأميركية فشاركت في المتغير الذي ولد في 7مايو ٢٠٢٠ وبموجبه ولدت حكومة جديدة بالتقسيط ،عندما تم أقصاء حكومة السيد عبد المهدي ومجيء حكومة جديدة مؤتلفة من لوبيات تمثل دول كبرى .لذا فالحكومة الجديدة ليست ١٠٠٪؜ تابعة للولايات المتحدة والتي ولدت بنقص ٧حقائب وزارية و اكتملت بعد شهر من فراغ الوزارات وبطريقة سلق البيض وبدعم من حلفاء ايران في العراق حسب التكيك الايراني و وسط صدمة العراقيين من موقف حلفاء ايران “من السياسيين وموقف فصائل المقاومة والحشد” .فلقد تعرض الحشد وفصائل المقاومة الى انتقادات كبيرة ولازالت تتفاعل تلك الانتقادات مع انعدام الثقة من قبل نصف جمهور الحشد وتلك الفصائل ….. (ملاحظة :وهنا نحلل بحيادية ودون عواطف و كمراقبين مهنيين لكي لا يتم تأويل الكلام !!.)
٢-أي قبلت أيران بأن يبقى العراق بحكم الدولة المحايدة ومن المؤكد أن هذه الاستراتيجية هي وليدة قناعة ” إيرانية وروسية وصينية مشتركة ” نفذتها ايران تجاه الولايات المتحدة في العراق لتسحب من بين أياديها والأيادي الاسرائيلية الحجج لضرب ايران او أشعال العراق بالسيناريو السوري او تطبيق سيناريو اليمن و عبد ربه منصور. فتم رفع اليد الإيرانية عن بعض الوجوه والجهات العراقية وهو ثمن الاستراتيحية الجديدة التي كسبت ايران من وراءها رضا الصين وروسيا .وكسبت على ما يبدو تعهد روسي وصيني ببقاء التواجد الأميركي عند العراق وعدم السماح له بالتمدد ضد ايران .وفي نفس الوقت دعم ايران بتسجيلها لاعبا مهما في المساحة الجيوسياسة البحرية في الإقليم وفي المياه الدولية من خلال كسر الحصار الاميركي بحريا. وتم ذلك ووصلت السفن الإيرانية الى فنزويلا وعادت سالمه .ومن الجانب الأخر أرسلت ايران رسالة سيبرانية خطيرة لأسرائيل بمثابة تحذيرا لها عندما تعرضت شبكة المياه الاسرائلية للهجوم . وفِي نفس الوقت أرسلت رسالة سيبرانية الى الولايات المتحدة وبالمشاركة مع الصين الى الحملتين التابعتين للمرشحين بايدن ..و..ترامب /وستجدون التفاصيل في سياق هذا البحث …!!.

٣-وقد يسأل أحدكم ما معنى الحياد الأيجابي :-
الحياد الإيجابي معناه تصبح أرض العراق محايدة اَي لا يجوز للولايات المتحدة الانطلاق منها ضد ايران وغيرها ولا يجوز لإيران القيام بحرب ضد امريكا انطلاقًا من داخل العراق او من ايران نحو داخل العراق بقصد ضرب امريكا ومصالحها.وهذا يعني تخلي ايران وتعهدها بأنها غير مسؤولة عن قرار الفصائل العراقية (أي أعطيت مهمة الدفاع الداخلي عن العراق للفصائل العراقية المقاومة بعد أن جهزت نفسها بأحدث الصواريخ الدقيقة وأحدث المعدات والأعتدة وبأحدث تقنيات التكنولوجيا العسكرية وباتت جاهزة بنسبة ٩٩،٩٩٪؜ فبات القرار عراقيا داخليا !!) ….
لذا فالحياد الإيجابي أي يكون العراق بمثابة فلندا أو بمثابة النمسا عندما بقيت دولة محايدة و فاصلة بين معسكرين (المعسكر الأشتراكي والمعسكر الرأسمالي الغربي) فيريدون للعراق هذا الدور اَي يصبح دولة محايدة ضمن توزيع العالم الجديد مابعد جائحة كورونا (مابين المعسكر الأميركي ومن معه ومابين المعسكر الشرقي الصاعد بقيادة الصين وروسيا ورأس حربته إيران) !!.

ولكن السؤال :-

١- الدولة المحايدة تحتاج قيادة متماسكة ومن رجالات الدولة وشعارهم الحياد والبراعة الدبلوماسية ، وتحتاج الى مؤسسات أمن قومي محترفة وديناميكية ووطنية ، وتحتاج قوة قانون وقوة مؤسسات ….أينَ هي في العراق !؟ فالعراق يفتقر ذلك !!.
٢- الدولة المحايدة بين معسكرين متخاصمين وصاعدين تحتاج الى حد فاصل داخل الديموغرافية التي قُدّر لها أن تصبح أرضا محايدة أو الدولة المحايدة …فأين هو ( جدار برلين العراقي) واين يقع ؟
••••••••فهل المخطط الذي تشتغل عليه السعودية والامارات واسرائيل بالتنسيق مع قيادات عراقية ” سنية” وهو ( أقليم الأنبار) الهدف منه ليكون ( جدار برلين العراقي) ويكون الحد الفاصل بين النفوذ الاميركي الاسرائيلي السعودي الخليجي ومن معهم وبين النفوذ الايراني والصيني والروسي ومن معهم !!!؟ …

ثانيا :-

السياسة الإيرانية الجديدة في الإقليم والعالم :-
١- لقد قررت ايران وحسب الخطة الخمسينية الخروج من الخطة العشرية الرابعة والدخول في العشرية الأخيرة من الخطة الخمسينية والتي بموجبها تصبح إيران لاعبا رئيسيا في المحور الشرقي بقيادة الصين وروسيا ولقد أفصحت عن هذا اخيرا …ومن ثم التحرك والاندفاع في الأقليم كقوة محورية تمثل رأس حربة القوة الصاعدة والمنافسة للولايات المتحدة على قيادة الإقليم .وما الأندفاعة الإيرانية الاخيرة نحو فنزويلا ما هي الا بمثابة تسجيل إيران في جبهة الجبهة البحرية بقيادة الصين ضد الهيمنة الأميركية ومنعها من الهيمنة على معابر ومضائق البحار والمحيطات وصولاً لمنعها من أحتكار الهيمنة على الطاقة وحركة الملاحة العالمية !!.

وبعدها جاء اندفاع الصين وخلفها روسيا لأشعار العالم بأن قيادة العالم في طريقها لتصبح جماعية وان الصين ذاهبة نحو الصدارة وبدعم روسي وايراني وكوري شمالي ودول اخرى .. ولن تبقى الولايات المتحدة متربعة وبيدها قيادة العالم. لأنه بات العالم لا يتحمل ظلم وغطرسة وجشع وحروب ونهب وسلب أمريكا للشعوب والدول !!.

٢- فأيران باتت دولة ممثلة للخليج والشرق الأوسط بحريا وامنيا وعلى أقل تقدير بعموم الجبهة الشرقية. اَي تجاوزت ايران موضوع الحوار مع دول الخليج واسرائيل وجعلتهم في ظهرها. وباتت تغزو اسرائيل بغزوات “سيبرانية” أسبوعيا لا بل باتت مهمة تأديب اسرائيل من واجب المحور المقاوم المدجج بالسلاح والصواريخ الدقيقة والطائرات المُسيّرة الحديث والتكنولوجيا الحديثة والطوق اكتمل حول اسرائيل مِن لبان وغزة وسوريا والجولان والعراق .فباتت الكرة بملعب اسرائيل وليس ايران .ناهيك ان العرب كأنظمة تم تحييدهم عن القضية الفلسطينية وباتت بيد الطوق المقاوم من الناحية السوقية والأمنية .فإيران باتت دولة مشرفة وواجبها استشاري بعد اكتمال الطوق العسكري المقاوم .فأسرائيل اليوم باتت مطوقة عندما نتكلم استراتيجيا فباتت تشعر بالخوف والرعب لا سيما عندما أكتشف إسرائيل فشل متابعتها وتقاريرها الاستخبارية التي ادعت من خلالها قبل شهرين من الآن بأن إيران بدأت بالأنسحاب من سوريا !!. لا بل تبيّن أخيرا وبتقرير اسرائيلي من مصادر عسكرية وسياسية كتبه الصحفي الاسرائيلي المخضرم( إيليا ماغنير) ونشره في موقع MEDIUM تحت عنوان ( حرب الشرق الأوسط الكبرى ستبدأ من بلاد الشام ) وأستشهد بسوريا كنقطة انطلاق !!.
————-

كيف خدعت إيران الإسرائليين في سوريا ونصبت كمينًا لواشنطن !!.

نشرت إسرائيل عدة تقارير خلال فترة الشهرين الماضيين بأن إيران بدأت بالأنسحاب وترك سوريا بفضل الضربات والغارات الاسرائيلية ضد المواقع الإيرانية في داخل سوريا …وتبيّن أخيرا أن التقديرات الاسرائيلية خاطئة وان إيران نجحت بخداع إسرائيل فجاءت صدمة عنيفة للأسرائيليين وشماتة بهم من قبل المحللين والمسؤولين الأميركيين الذين كانوا يقولون لهم أن التقييم الاسرائيلي خاطىء !!.
فإيران لم تعد تقبل الضربات الاسرائيلية على مستودعاتها في سوريا دون رد فذهبت الى حيلة التمويه والأختفاء والبقاء. فذهبت الى وضع خطة أصطياد الولايات المتحدة في سوريا من خلال استراتيجية نصب “الفخاخ” وعندما ذهب المستشارين الإيرانيين لخطة الانتقال من قواعدهم الى وحدات الجيش السوري وسلموا القواعد الإيرانية في سوريا الى حزب الله وتحديدا وحدات العمليات الخاصة ( الرضوان ) بمحاولة لتورط اسرائيل بضرب وحدات الجيش السوري لكي ترد سوريا فتجبر الولايات المتحدة على التدخل واكدت ذلك صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ومن مصادر اسرائيلية عليا ( تبين ان إيران تخلي مواقع تجمعات مستشاريها ليس للأنسحاب او لأعادة الانتشار ولكن الانتقال الى داخل ثكنات قوات الأسد فيما سيطر حزب الله على المباني الإيرانية التي تم أخلاؤها وقد تم إبلاغ روسيا بالتغيير حتى تصل المعلومات الى اسرائيل ) .وبالفعل وحسب تقرير الصحفي الاسرائيلي المخضرم إيليا ماغنير ( أبلغت روسيا القادة الأسرائيليين لهذه الخطوة من قبل المستشارين الإيرانيين ووجودهم بين وحدات قوات الأسد )لا بل وحسب التقرير ايضاً حذرت روسيا إسرائيل من ضرب قوات النظام السوري
وتحت اَي ظرف من الظروف .(وأبلغتهم روسيا ان القواعد الإيرانية سلمت الى حزب الله ) !!.

مالذي بات يجرى بعد ذلك !؟

فحسب الخطة الإيرانية في سوريا والتي ورد ذكرها أعلاه تم شل القرار العسكري الاسرائيلي بنسبة كبيرة .فباتت اسرائيل حائرة فعلا ….
كيف ؟
١- أن وجهت إسرائيل غارات وضربات ضد المستشارين الإيرانيين وهم داخل وحدات وثكنات الجيش السوري فسوف ترد سوريا عسكريا ضد أسرائيل .وكذلك سوف تساندها روسيا ضد اسرائيل وسوف تعلق روسيا التعاون الامني مع إسرائيل …وهنا ستنجح الخطة الإيرانية عندما تتدخل امريكا في المعركة قبيل الانتخابات الاميركية ..وحتى وان لم تحدث المعركة فباتت الادارة الأميركية يداها على القلب والرأس من مفاجآت الأيام المقبلة تزامنا مع قرب الدخل في حملة الأنتخابات الاميركية !!.
٢- أن وجهت إسرائيل ضرباتها وغاراتها ضد المنشآت الإيرانية التي باتت بحوزة حزب الله اللبناني فلن تضمن
عدم الرد من قبل حزب الله في جنوب لبنان وسوف تكون كارثة على إسرائيل التي تعاني تشرذم سياسي وتدهور اقتصادي بسبب جائحة كورونا المستجد وانشغال الولايات المتحدة بالأحداث الداخلية والمظاهرات وتدني شعبية الرئيس ترامب الذي بات كالبطة العرجاء !.
٣- لقد أجبرت إسرائيل صاغرة فباتت عندما تهاجم سيارات وشاحنات حزب الله تقوم بتحذير السائقين والركاب الذين فيها مسبقاً(وهذا تطور أستراتيجي كبير لصالح ايران ومحورها ) لا سيما وان التقرير الاسرائيلي الذي نشرته صحيفة جيروزاليم الاسرائيلية يقول ( ان حزب الله قام بتخزين صواريخ موجهة دقيقة وطائرات بدون طيار وصواريخ كروز بعيدة المدى وغيرها من الذخائر ..وان حزب الله لديه ادوات ردع تحمي عناصره في سوريا ومع ذلك يخلص التقرير الى ان الحرب يمكن أن تبدأ عن طريق الخطأ !!.

روسيا تستعد هي الاخرى …للصالح الايراني !.

ماوردَ أعلاه في سياق هذه الحلقة من البحث يؤكد بدائية الاعلام والأستخبارات في دول الخليج والدول العربية التي روجت ونشرت في ندوات تلفزيونية وتقارير ومقالات كثيرة عن التصدع في العلاقة الروسية /الايرانبة ،ونشرت بأن روسيا طردت إيران من سوريا لتنفرد بها. فتبين أخيرا أن جميع تلك التقارير الإعلامية والصحفية والاستخبارية فاشلة وغير حقيقية. وكانت عبارة عن تملق لأسرائيل اولا والولايات المتحدة ثانيا !!.
فواضح أن روسيا وايران ومن وراءهما الصين لا تتجزأ لديهم الملفات بل جميعها معلومة بينهم وتصب بخدمة صعود المحور الشرقي ضد هيمنة الولايات المتحدة. فروسيا عندما قبلت دور الوسيط وأعلمت اسرائيل بالخطة الإيرانية في سوريا هي هنا تعمل على استدراج امريكا لحرب في سوريا بدليل :-
ذهبت روسيا لتُجهز سوريا بطائرات ( ميغ ٢٩) وعمدًا ذهبت وزارة الدفاع الروسية لتعلن ذلك في ٣٠ نيسان ٢٠٢٠ (انها أستلمت من الجانب الروسي دفعة من المقاتلات ميغ ٢٩ ضمن أحتفال خاص أقيم في قاعدة ” حميميم” ) لتضطر السفارة الروسية في دمشق لتعلن هي الاخرى بتاريخ ٣ حزيران ٢٠٢٠ اتقول ( ان الجيش السوري تسلم مؤخرا دفعة جديدة من مقاتلات ميغ ٢٩ الروسية وبدأ بتنفيذ مهمات بواسطة هذه الطائرات ) وهذا الاعلان يعتبر عسكريبامتياز.
١- حيث هي رسالة لإسرائيل وللولايات المتحدة بأن تلك الطائرات الحديثة باتت بحوزة السوريين !.
٢- هي رسالة للجميع بأن سوريا لن تتخلى عن الجيش السوري ونظام الأسد مثلما يُشاع !!.
٣- وهي رسالة قوية للأشاعات الاسرائيلية الاخيرة بأن
الرئيس الأسد يُحسب أيامه الأخيرة وان هناك انقلاب عسكري حدث قبل اسبوع برعاية روسية مما أضطر الاسد لتحريك قوات من الساحل نحو القصر السوري..وهذا كله أنعكاس للوجع الاسرائيلي الذي باتت
تعانيه اسرائيل بسبب نجاح الخطط
الايرانبة في سوريا وبسبب الحصار المقاوم حول اسرائيل والذي بات يتنامى حول اسرائيل وحلفائها في المنطقة !!.

إلى اللقاء في الحلقة (٨)

سمير عبيد
٨ حزيران ٢٠٢٠

Leave a Reply