Menu
in

هل سيكون اغتيال “سليماني” سبباً بحرب عالمية ثالثة ..أسوة بولي عهد النمسا !؟

أم ستكون ( معركة بحرية ضروس) مثلما توقعنا ونتوقع !؟

ولماذا معركة بحرية بالذات !!؟

بقلم :- سمير عبيد

مقدمة :-

قبل عامين، ومن ثم قبل عام نشرت تحليلين.الأول على شكل مقال تحليلي ، والآخر دراسة أستراتيجية مختصرة بحلقتين .و توقعتُ فيهما أن العالم مقبل على معركة بحرية خاطفة ومؤثرة في مياه الخليج وقرب مضيق “هرمز” .وأكدتُ أن هذه المعركة ومن وجهة نظر المخططين الأميركيين بمثابة (معركة القرن ) وخاتمة الحروب التقليدية بالنسبة للولايات المتحدة !!.
وأن أحد التحليلين كان موسعاً ومهما واستراتيجيا ً وبحلقتين. وبعد نشره الحلقة الاولى تواصلت معي شخصية عراقية كبيرة وصديقة لمصدر القرار في إيران، والرجل لم يخفي الأمر وكان صريحاً وقال لي بعد حديث مطول :- أن مكتب المرشد الايراني يطلب هذا التحليل وقبل أن تنشر حلقته الثانية أذا ترغب ذلك وتكون متفضل علينا الحصول عليه!! .. .فخجلت منه حقا لا سيما وان مايهمني المصلحة العامة وتجنب بلدنا ومنطقتنا الحروب .واتفقنا وأعطيته الحلقة المنشورة والحلقة التي لم تُنشر .لا سيما وان شعاري هو الدفاع عن وطني ومصالحه الاستراتيجية والدفاع عن مصالح المسلمين وهذا ليس شعارا انتهازيا بل هو خطي الدائم !!.

بحيث حزنت جدا ، وقلت عجباً رموز دول كبيرة تتابع وتقرأ وتستفيد من ألذي نكتبه، وقادتنا وساستنا في العراق يمنعونا من التحليل، وتفكيك شيفرات المخططات والتهديدات ضد بلدنا ويتهموننا بالارتباط بجهات خارجية ، فيبعثون لنا الملثمون ومصفحاتهم وناقلات مدرعة وقوة عسكرية وأمنية عبثية وليس لديها ادنى درجات الاحترام للمواطنين والبيوت ولا أدنى معرفة بحقوق الانسان وحرمة البيوت لتعتقلنا وتغيبنا لا ويخرجنا القضاء بأمرٍ منه ثم يعودون لخطفنا من الشارع وسط أنظار الناس وأسرتنا التي كانت تصاحبنا و بطريقة العصابات ونُغيب ل ٧أشهر مع إقامة جبرية لمدة ١٤ شهراً بأمر رئيس الحكومة وتنفيذ رئيس جهازه المخابراتي !!!!!!” فلله الحمد والشكر حيث يُعتقل في بلدي الأحرار والشرفاء والساهرين على النصح والتحليل ويُحمى الفاسدين والخارجين عن القانون وتصول وتجول مخابرات واستخبارات العربان والجيران والدول والمافيات في بلدي الجريح ….!!!. عذرا لأني أطلت عليكم ولكنها شهادة للتاريخ لا أريدُ من ورائها نياشين ومنصب وهدايا وأوسمة !!!!!!.

—————

نعود لموضوعنا وهو أن المعركة بحرية والهدف مضيق هومز وتركيع أيران ….وللأسباب التالية :-

نعم هناك نيّة وتخطيط وغرف عمليات أميركية تأسست لهذا الهدف وهو الهيمنة على ( مضيق هرمز) .وان هناك رعاية من أعلى الهرم الأميركي لهذا التخطيط والذي من أجل التمهيد له فُرض أشنع حصار في التاريخ على إيران لأضعافها وكسر شوكتها ، ولأنهيار أقتصادها ، وأجبارها على الأنكفاء، ومن ثم رفع الراية البيضاء والقبول بشروط الأستسلام الأميركية ولكن النظام الإيراني صمد وتحدى لا بل أسقط أغلى طائرة تجسس واستطلاع في العالم ثم نسبت له قضية استهداف الناقلات ثم نسبت لإيران ضربة منشآت آرامكو السعودية .وبقيت ايران صامدة بل تهدد وبدأ العد التنازلي للأنتخابات الأميركية وبات الرئيس ترامب ومساعديه يشعرون بحصار الوقت ولَم تستسلم ايران ليصنع من أستسلامها نصراً يدخل فيه التنافس الأنتخابي قويا .من الجانب الآخر باتت تتصاعد بوجه الرئيس ترامب المشاكل الداخلية الخطيرة والتي فيها الكونغرس الأميركي طرفا قوياً وخصوصا مشكلة أوكرانيا ومشكلة علاقة ترامب مع روسيا واتهام ترامب بالفوز بمساعدة الاستخبارات الروسية .الخ

من هنا تبرز الأسئلة المهمة :-

١- هل أن قرار اغتيال الجنرال قاسم سليماني جاء كرد مؤجل على (اسقاط طائرة التجسس الأميركية ، وضرب الناقلات في مياه الفجيرة وعُمان ، واستهداف منشآت آرامكو) ؟ فيما لو تطرقنا الى التقارير الاستخبارية الغربية والتقارير الصحفية الأميركية التي تحدثت بأنه كان هناك ألحاح وتنسيق بين ولي العهد السعودي بن سلمان وولي العهد الإماراتي بن زايد مع الرئيس ترامب ومعهما اسرائيل لأستهداف قاسم سليماني وقتله !!!!؟

٢- هل أن أختيار الجنرال قاسم سليماني ليكون هدفاً الغاية منه لكي تكون قوة الصدمة و الأستفزاز تزيل حكمة وهدوء والنفس الطويل عند الإيرانيين ليستعجلوا الرد وتنقض على إيران الولايات المتحدة .. لكي بعدها تباشر الولايات المتحدة الشروع بمعركة ( القرن ) التي أستعدوا لها منذ سنوات ،والتي تتمثل بمعركة بحرية قوية ومهولة وسريعة للأستيلاء على مضيق (هرمز) والاستيلاء عليه لكي تكون الضربة العظمى ألثانية بعد الضربة العظمى الاولى وهي أغتيال الجنرال قاسم سليماني…؟
لا سيما وجميعنا نعرف أن في ٢٧ ديسمبر ٢٠١٩ قررت اليابان ولأول مرة إرسال سفينة حربية وطائرات لحماية سفنها في الشرق الأوسط لأن اليابان تستورد من تلك المنطقة ٩٠٪ من نفطها المستورد .وشملت ( مدمرة يابانية مجهزة بطائرات مروحية ،وطائرتي دورية من طراز P-3C لجمع المعلومات وصادقت الحكومة اليابانية على ذلك .بل صادقت في حالة أي طارىء يصدر وزير الدفاع الياباني أمراً خاصاً للسماح للقوات باستخدام السلاح لحماية السفن المعرضة للخطر) .وايضا ستنطلق عملية أوربية لتأمين طرق ملاحة آمنة في الخليج وستكون طليعتها بسفينة حربية فرنسية !!!!!!. هل هذا صدفة !!؟

٣- في يوم الثامن والعشرين من شهر حزيران سنة ١٩١٤ أهتز العالم على وقع اغتيال ولي عهد النمسا “فرانز فرديناند” وزوجته خلال زيارتهما سراييفو في البوسنة وعندما اغتيلا من مسدس مواطن صربي عنصري متطرف .فشهد العالم بعد شهر من الحادثة اندلاع الحرب العالمية الأولى، والتي أستمرت لأكثر من ٤ سنوات وسقط بسببها عشرات ملايين القتلى والجرحى ……وفي يوم ٣ يناير ٢٠٢٠ يتم اغتيال الجنرال قاسم سليماني وايضا من قبل شخص مهووس وعنصري هو ترامب ، وايضا خارج دولته حيث العراق، وهو بمنزلة ولي عهد النمسا في بلاده إيران .وعند محور المقاومة في الشرق الأوسط لا يعتبر اعلى من أبراج نيويورك التي أستهدفت في ١١ سبتمبر من حيث الرمزية لدى الإيرانيين… ولهذا أسميتُ عملية الاغتيال بانها ١١ سبتمبر إيراني بأمتياز واتوقع سوف يكون الرد أفقيا ونصف دائرة من حيث الأهداف وسوف تكون بمستوى الرد الاميركي بعد ١١ سبتمبر ايرانيا ً !!!!.

السؤال :-

فهل سيكون اغتيال الجنرال قاسم سليماني سبباً في حرب عالمية ثالثة أسوة بولي العهد النمساوي !؟
————————

لماذا نتوقعها معركة بحرية ضروس !!؟

١- لأن الحروب الأخيرة وخلال ال ٤٠ سنة الماضية كانت برية ، وجوية ، وصاروخية ، وتقنية ،وبدايات الحرب السيبرانية هذه الأيام و التي ستمهد لحرب بحرية هذه المرة .وسوف تكون في مياه الخليج ومضيق هرمز .وهذا ما توقعته قبل عامين نزولا .لا سيما وان الحرب البحرية الكبيرة والمؤثرة قد توقفت منذ عام ١٩٤١ !.
٢- لدى الولايات المتحدة أستراتيجية وخصوصا في عهد الرئيس ترامب وهي أستراتيجية “البقاء والتأثير والتحكّم “وبدأت بها واشنطن منذ سنوات وأستلم ترامب ذروتها وعندما باشرت امريكا بأستخراج النفط الصخري في سواحل أميركا ، وزيادة الخزين الأحتياطي الأميركي الى أضعاف مضاعفة خلال السنوات الماضية .ونجاحها في الهيمنة على “مضيق باب المندب” في اليمن بعد خطفه من بريطانيا ،وهيمنتها على البحر الأحمر وقناة السويس من خلال اتفاق مصري أميركي ، ناهيك عّن هيمنتها على جبل طارق ولَم يبق الا مضيق هرمز لتتحكم امريكا في خطوط امداد الطاقة !.
٣- لدى الولايات المتحدة توجه كبير للغاية ” أقتصادي وعسكري وتقني وسيبراني ” وبدأت تُخطط منذ سنوات لأكمال أستراتيجية ( البقاء والتأثير والتحكّم) بالهيمنة على ” مضيق هرمز ” لكي يكتمل لديها سيناريو الهيمنة على المضايق والمعابر التي يمر بها امداد الطاقة”النفط والغاز” لأوربا واليابان والصين ودوّل العالم.وتعتبر الولايات المتحدة سر بقاء قوتها وتجديدها هو من خلال الهيمنة على خطوط الأمداد النفطي العالمية ولن تتوج الا بخطف مضيق هرمز من إيران ووراء هذه الخطة بريطانيا ايضا التي تريد حرمان ايران من التمدد في تركتها القديمة وهي العراق ودوّل الخليج واليمن وغيرها !
٤- فلقد مهدت واشنطن لأنطلاق هيمنتها على طرق إمداد الطاقة من خلال هيمنتها التدريجية على منظمة ” أوبك ” التي كانت عصية على واشنطن في السابق ولكن بعد الربيع العربي بدأت واشنطن تهيمن عليها وتتدخل في قراراتها..وكل هذا أستعدادا ل ((معركة القرن)) التي يراد من خلالها تركيع إيران وإجبارها على الأنكفاء للداخل وخطف مضيق (هرمز) منها .وعندما تخطف واشنطن مضيق هرمز سوف تحقق من وراء ذلك الأنجازات التالية :-

١- الهيمنة الأميركية بغطاء دولي على مضيق هرمز وهنا سوف تكتمل حلقة المضايق كلها بيد واشنطن ، وهنا سوف تتحكم واشنطن بالرسوم العالية جدا على السفن وناقلات النفط والاستيراد والتصدير والبارجات وغيرها.وسوف تتحكم بموانىء الدول الخليجية وحركتها .وسوف تكون الشرطي الاقتصادي العالمي الصارم بأمتياز !!.
٢- سوف تصبح الدول النفطية وبمقدمتها ( السعودية ودوّل الخليج وايران والعراق ) تحت رحمة واشنطن أقتصاديا فهي التي تسمح او لا تسمح بتصدير نفوط تلك الدول وغازها للخارج !!.
٣- سوف تهيمن الولايات المتحدة على جميع رسوم وأسعار النفط ، ومن ثم سوف تتحكم بشركات التأمين البحرية والاقتصادية والأمنية وغيرها !.
٤- سوف تتحكم الولايات المتحدة بأسعار السوق العالمي بالنسبة للنفط والغاز وهنا سوف تُركع روسيا ونفطها وغازها ، ومن ثم سوف تُركع الصين واليابان واوربا وستكون تحت رحمة واشنطن.
٥- عّند الهيمنة على مضيق هرمز سوف تعوض الولايات المتحدة فشل مخططها الذي من أجله دُمرت سوريا وهو ( خط تصدير الغاز من قطر عبر الأراضي السورية ثم شواطىء المتوسط واسرائيل ثم أوربا وامريكا ) والذي كان مفترض أن يكون أرخص من الغاز الروسي ب ٣٥٪؜ لصالح أوربا والدول الحليفة لواشنطن لكي تستغني عن الغاز الروسي فتصاب روسيا بمقتل !!.

والسؤال :-

هل أن زيارة الرئيس بوتين الى سوريا واللقاء بالرئيس الأسد في المقر العسكري الروسي وليس في القصر الجمهوري هو رسالة استباقية للولايات المتحدة والغرب أن سوريا هي روسيا ؟ وهل زيارة بوتين هي توجيه القيادات العسكرية الروسية هناك ومناقشة الرئيس الأسد حول ابعاد وتضاريس المعركة البحرية ومدياتها !!؟

والسؤال :-

هل أن إيران ستبقى وتنجح ببقاء هيمنتها ونفوذها على مضيق ( هرمز) وسوف يتمدد نفوذها للخليج بعد نجاحها في المواجهة !؟ .. أم ان الولايات المتحدة ستضفر بالهيمنة على مضيق هرمز وسوف تصدر قرارات دولية ببقاء هرمز مضيق دولي باشراف أميركي وحينها سوف تنكفأ ايران نحو الداخل !؟
والسؤال الأهم :-
هل ستنتقل مواقف روسيا والصين من الوقوف بوجه الولايات المتحدة في مجلس الأمن وحرمانها من اَي قرار بلطجي … وستكون الدولتان محاربان شرسان وعسكريا ضد الولايات المتحدة هذه المرة ! ؟ وان حدث ذلك هل ستصبح حرب عالمية ثالثة !!!؟


الى اللقاء ان شاء الله في تحليل جديد ومتعلق بهذا الملف !؟.

سمير عبيد
٧ يناير ٢٠٢٠

Leave a Reply