in

امريكا تناور وايران تتأهب الرد

حيدرصبي – خاص لبانوراما
لم تكن لتنتهي الساعات الاخيرة لسنة 2020 حتى كتم العالم انفاسه بتوقعات توجيه ضربة امريكية يقوم بها سلاح الجو الامريكي ما سيحتم على ايران الرد بجميع وسائلها المتاحة وكما يتكرر عن لسان المسؤولين الايرانيين بالانتقام وحتى ان تطلب الامر ان يكون من الداخل الامريكي .
وقال إسماعيل قآني في الذكرى السنوية لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني والذي قتل فيها مع قائد هيئة الحشد العراقي ابو مهدي المهندس بغارة أميركية في الثالث من يناير/كانون الثاني عام 2020.
“إن بلاده لا تزال متأهبة للرد وستحدد الزمان والمكان المناسبين لذلك، وألمح إلى أن الانتقام ربما يستفز اناسا في الداخل الأميركي ليقوموا بالرد ممن ارتكبوا تلك الجريمة “.
مستدركا بالقول : “لكن عليهم أن ينتظروا الانتقام الأقسى. الزمان والمكان ستحددهما قوات جبهة المقاومة العزيزة. أولئك الذين شاركوا في هذا الاغتيال لن يكونوا آمنين على الأرض. هذا مؤكد”.
ويبدو ان ايران تجاوزت قناعاتها الحرب النفسية التي تقوم بها الولايات المتحدة الى التحرك الفعلي للردع , بتفقد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال حسين سلامي الوحدات العسكرية في جزيرة ابو موسى , بينما كان قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري قام بزيارة السبت الماضي إلى جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى لتفقد قوات الحرس الثوري، والوقوف على الجاهزية القتالية هناك.
وحال وصول الجنرال سلامي الجزيرة اطلق جملة من التهديديات وحذر من هناك قيام اي تحركات عدوانية امريكية والتي حسب سلامي من انها ستقابل برد عسكري “واسع وحاسم وقوي” .
وقال سلامي إن الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، كما أن لها دورا دفاعيا وصفه بالمهم في ردع التهديدات. وذلك في إشارة إلى جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المتنازع عليها مع الإمارات.
-تحرك الخارجية الايرانية
الخارجية الإيرانية من جهتها قالت عن لسان متحدثها سعيد خطيب زاده
” إن هناك مؤشرات على وجود تحركات أميركية مشبوهة في المنطقة، وإن طهران أبلغت واشنطن عن طريق قنوات خاصة أنها ستتحمل تداعيات أي مغامرة “.
وأوضح زاده أن بلاده أبلغت دولا في المنطقة بضرورة الحذر من الوقوع في “فخ المؤامرات الأميركية”، مؤكدا أن طهران لن تبادر بالاعتداء على أحد، لكن ردها سيكون حتميا وحازما.
وقال أيضا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيرحل بإرث مشؤوم، وإن الإيرانيين لن ينسوا اغتيال سليماني ورفاقه.
وقالت الخارجية اليوم السبت , ” طالما ان القوات الامريكية موجودة في العراق فان الامن والاستقرار سيبقيان غائبين ” مضيفة , ” لم نتلق جوابا مكتوبا من الرياض بشأن مبادرة هرمز للسلام في حين تلقينا اجوبة ايجابية من دول خليجية ” . واوضحت الخارجية ببيانها , من ان أي تعاون بين دول المنطقة واسرائيل ضد امن ايران سيواجه برد واضح دون تساهل , لافتة الى ان الاسابيع المقبلة مهمة وحاسمة بين ان يختار الطرف الاخر تنفيذ تعهداته او التخلي عن الدبلوماسية .
من ناحيته، قال اللواء يحيى رحيم صفوي كبير المستشارين العسكريين للمرشد الإيراني علي خامنئي إن إيران تأمل ألا يحدث شيء سيئ حتى رحيل حكومة ترامب “الخبيثة”، متوعدا في الوقت نفسه بأن الانتقام لسليماني سيبقى قائما وقويا على المدى الطويل.
وأضاف صفوي -للتلفزيون الإيراني الرسمي مساء الجمعة- أن بلاده لن تكون بادئة بالحرب في أي وقت، لكنها مستعدة للرد، معتبرا أن الولايات المتحدة ” قلقة للغاية ” من التحرك الإيراني في ذكرى اغتيال سليماني، وأنها ” في حالة دفاع “.
واذن هي رسائل بعثتها ايران الى امريكا ودول الخليج المتحالفة معها بشقيها السياسي والعسكري , فعن الشق السياسي تكون ايران تنتظر لما بعد الـ 20 من يناير بأمل ان يكون الرئيس بايدن اكثر انفتاحا عليها ويدخل في حوارات دبلوماسية دون زج المنطقة بمزيد من المخاطر , بينما وجهة نظر ايران العسكرية تتحرك داخل فاتورة الزمن المتبقي حتى الوصول الى تأريخ الـ 20 من يناير , وبدا ذلك واضحا من خلال تحركا الحالي والذي تمثل بإعلام الجانب الامريكي عبر قنوات خاصة بنواياها في الرد “الواسع والقوي والحاسم “, وهنا نضع عشرات من علامات الاستفهام حول مفردة ” الرد الواسع ” فمن الواضح اشارت ايران كان القصد منها ” تهديد امن دول الخليج العربي خصوصا المملكة العربية السعودية ومن ثم الامارات العربية المتحدة والبحرين ” .
زامن حركة الجنرالات العسكرية وما اطلقته الخارجية الايرانية من بيانات تحرك اخر قامت به البعثة الايرانية في الامم المتحدة , فقد وجهت البعثة , رسالة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي اكدت فيها القول إن “استفزازات الولايات المتحدة عبر إرسال قاذفات إستراتيجية إلى المنطقة قد تؤدي إلى تصعيد خطير”، محذرة من أي “مغامرة أميركية” في الخليج.
بذات الوقت ابلغت منظمة الطاقة الذرية الايرانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية عزم ايران البدء بتخصيب اليورانيوم الى نسبة 20% , ويأتي الاعلان هذا مثابة ردة الفعل التي تحاول ايران استهلاكها لثني الولايات المتخدة الامريكية من جهة ثم الضغط على المنظومة الاوربية للرجوع الى الاتفاق الايراني .
– مخاوف امريكية وسعي للردع
دخول حاملة الطائرات نيمتز ثم الغواصة النووية ” يو اس اس جورجيا ” مع طلعات للقاذفة العملاقة B52 واعادت انتشار لقوات المارينز في المنطقة ثم تموضع جديد لقواتها في العراق هي مؤشرات اقل ما يقال عنها اعلان ردع عالي المستوى من قبل الولايات المتحدة الامريكية لاستفزازات الخطاب الايراني بترديده مفردة الانتقام المنتظر من قتلة قائد فيلق السابق الجنرال سليماني .
ويأتي التصعيد الامريكي الاخير بدخول صواريخ باليستية متوسطة المدى الى العراق مع نماذج متطورة من الدرون الايراني الى العراق ووفق مسؤولون امريكيون , ونقلت شبكة “إن بي سي” (NBC) الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة تلحظ مؤشرات متزايدة على أن إيران قد تخطط لشنّ هجوم ضد القوات أو المصالح الأميركية في الشرق الأوسط . كما قالت مراسلة شبكة “سي إن إن” (CNN) في البنتاغون إن القوات البحرية الإيرانية رفعت مستوى تأهبها في الخليج مع احتمال قيام إيران بعمليات في الخليج. مسؤول امريكي اخر صرح بالقول , ” ليس واضحا ما اذا كانت تحركات طهران دفاعية ام تشير الى شن هجوم على القوات الامريكية ”
ما يثير الاستغراب قيام القيادة المركزية للأسطول الخامس سحب الغواصة ” يو اس اس جورجيا ” كذلك مغادرة حاملة الطائرات نمتز مياه الخليج بشكل مفاجئ على الرغم كون التوتر لازال سيد المشهد ؟ .
فيما يبدو امريكا تحاول التشويش على القادة العسكريين الايرانيين وتدخلهم في دوامة تحليل الحسابات والقراءات لتخفف من الترتيبات الايرانية وتأهبها للرد فيما تفاجئها بعد يوم او بضعة ايام لا تتعدى الـ 20 من يناير باستهداف شخصيات قيادية ” عراقية تابعة لايران ام ايرانية وهناك معلومات افادت باستهداف السيد نصر الله ” او لا تقوم القوة الفضائية الامريكية باستهداف منشآت نووية او مواقع ايرانية حساسة تؤثر بفاعلية على الامن القومي الايراني وليست الارض العراقية بعيدة المنال من الردع الامريكي وفيما قررت امريكا ساعة الصفر باستهداف مَقار ومنشآت تعو لمليشيا العصائب او الكتائب او كتائب الامام والنجباء وجميع الفصائل تلك هي فصائل عسكرية منضوية تحت مسمى الحشد العسكري العراقي .
تبقى منطقة الخليج العربي بحالة من التوتر والترقب وستشهد الايام القادمة ترتيبات ربما تزيد من حدة تلك التوترات او تتجه نحو التخفيض واعتمادا على ما تقرره الولايات المتحدة الامريكية من قرارات تذهب باتجاه تخفيض نسب الردع على الاستفزازات الايرانية في المنطقة وكما يحلو للقيادات الامريكية وصفها .

الشاهبندر يدعوا الكاظمي لطرد وزرائه “اللوگية”

سفينة سمر البادية تنتظر الابحار بربان جديد