in

السامية الكذبة الاكبر في التاريخ

م. ياسمين حاتم بديد الابراهيمي

  عندما يشرع الباحث في كتابة موضوع تاريخي ما يدخل في صدمة من الكم الهائل من السلاسل الجبلية الشاهقة المتكونة من روايات واساطير تمثل الاسس التي سيبني عليها رايه بعد معاناة الحذف و الاستبعاد و التاويل و الى ذلك من عمليات غربلة الموروث الروائي و اليوم سنتطرق الى كذبة تاريخية ليس لها اي سند تاريخي و هي السامية .

اتت كلمة السامية من سام بن نوح و هو الابن الاصغر ، لقد مرت كتابة التاريخ بادوار و فترات متعددة فمن نقل الرواية الشفهية الى الكتابة الشخصية و من ثم الكتابة المؤسساتية و التي انحصرت بالدولة الاموية و العباسية ، فتسللت الكثير من الاساطير و الخرافات الى كتب التاريخ الاسلامي و الحديث المنسوب الى النبي (ص) .

و مع هذا كله عندما نرجع الى الكتب التاريخية و خاصة موضوع طوفان نوح لم نجد ان هناك مجتمعاً قد عقد اتفاقاً او معاهدةً او قاد جيشاً لغزو او تحرير ارض ما تحت اسم المجتمع السامي ، و لم نقرأ في تاريخ روما و لا اثنا و لا عند الفرثيين او الحثيين او حتى ساكني ارض مابين النهرين من سومريين و اكديين و بابليين او من المناطق الاقليمية المحيطة ببلاد مابين النهرين لم نجد ابداً شعباً او مجتمعاً تحت اسم المجتمع السامي او حتى الحضارة السامية ، بل على العكس من ذلك نرى ان عدد من نصوص التاريخ اليوناني يأتي على ذكر العرب و الجزيرة العربية و ذلك عندما اراد الاسكندر احتلال غزة ، و كذلكنرى امثلة رومانية مشابهة لما ورد عند اليونانيين حيث جاءت على يد المؤرخ الروماني بيلونيوس المتوفى سنة 79(ب.م) حيث ذكر ان اوليوس غالوس هو من استطاع ان يدخل الجزيرة العربية و تخريب مدنها و غيرها من الاراء التي تدور حول عدم وجود اي اشارة لما يسمى سام.

و السؤال المهم هو كيف جعلت الاسطورة من اخوة ثلاث متولدين من ابن و ام واحدة و كل ولد من هؤلاء يكون على رأس عرق من الاعراق المختلفة و لغة مختلفة و حتى مختلفت الاجناس و لون البشرة و موزعين على قارات العالم.

ان ما يجعل اليقين في نفوسنا من عدم وجود (السامية) في المجتمعات القديمة و انها وضعت لاحقاً هو عدم وجود نقوش او لقى اثرية تدل و لو اشارة الى وجود السامية المزعومة ، اذا وجدت السامية لكي تربط بين اقوام و اقوام مثل ربط اليهود بالعرب.

مكتب انتخابات النجف الاشرف تدعوا للاسراع باستلام بطاقة الناخب البايومترية

مدير مكتب انتخابات النجف الاشرف يدعو جميع المرشحين للالتزام بضوابط الحملات الانتخابية