بقلم:ثناء البدري
أصبحت الأخلاق إكسير الحياة ومعدنها النادر وجوهرها المفقود !
ولست بموضع المتشاءم أو المبالغ في الوصف والنقد ..
اذا اتضح أن الاخلاق المقصودة ليست هي الاخلاق الجزئية ، على المستوى الشخصي ، بمعنى أن فلان طيب القلب ، متواضع النفس ، كريم الخلق ..
انما المقصود بالاخلاق التي تدعو للتغيير بدءا من النفس الى كل مفاصل الحياة .
الاخلاق التي ترتقي بالمستوى الانساني وتهذب النفس من انانيتها
كلٌ منّا يعيش على مستوى الأنا ومصلحته الشخصية ، لا شأن له بالآخر وإن كان مقربا اليه مادام يضرّ بمصلحته الشخصية .
{ماترك لي الحق من صديق } مقولة خلدها التأريخ ! فهل كان أمير المؤمنين يبحث عن مصلحة نفسه أو أنه كان يسعى للتغيير !؟
أليست هي المصالح والمحسوبيات من ملأت قلبه قيحا .. !
المحسوبيات التي اكلت الاخضر واليابس وأحالت قلب الانسانية النابض بالحب صحراء قاحلة
وحولت عالم الدنيا الى غابة موحشة !
كل ذلك حينما فقدنا جوهرة الاخلاق ، جوهرة الحب !
اليس مصدر الاخلاق الحب ؟
حينما تحب الله ! تحب مخلوقاته !
وحينما تحبهم تتعامل معهم بالخلق الرفيع ..
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ}
والخلق الرفيع يدعوك للتغيير ..
هلموا بنا نرتقي من اضمحلال الشخصانيه وانحدارها نحو فضاء الحب وليس ذلك فرضا عسيرا ، ابدأ وسيحلق معك الاخرون !