in

من يوقف انتهاك حرمة الطفولة في العراق

من يوقف انتهاك حرمة الطفولة في العراق

تحقيق / امير البركاوي

الاطفال هم زينة حياة الدنيا هم من يحملون نفوس بريئة عند الصغر و نغرس فيهم حب الناس والوطن منذ الطفولة الى ان يصبحوا شباباً ليتحملوا مسؤولية قيادة البلد بعد اباءهم وهم اللبنة الاساس لنمو وتقدم وازدهار البلد  في المستقبل لان ملامح المستقبل ترسم باجتهادهم في المراحل الدراسية الاولى بعدها تفوح معالم طموحاتهم لبلد مشرق متقدم بكل مجالات الحياة  لكن عند انتهاك حق الطفولة  منذ الصغر روسم مخيلة سوداء في اذهانهم من قبل الاسرة التي هي القاعدة الاساس لرفد الطفل بمواثيق الحياة  الاجتماعية  بالتأكيد نخرج بأطفال تحمل ذاكرة وانطباع سيء مليء بذكريات ابوه مؤلمة ولهذا تم اعداد هذا التحقيق حول ما يتعرض له الاطفال من عنف الاسرة واثار ذلك النفسية والاجتماعية على حياة ومستقبل الاطفال.  

عنف الاسرة

التقينا بالباحثة الاجتماعية فاطمة الزهراء حاكم مهدي فحدثتنا قائلة : العنف الاسري هو ايقاع الضير او الضرر على المقابل او ايقاع الاساءة على المقابل سواء الاساءة مادية او معنوية المادية الضرب والمعنوية الفاظ مشينة على المقابل وتضيف فاطمة  فتقول : ان العنف  يقسم الى انواع قسم عنف اسري وعنف مجتمعي وعنف مدرسي مشيرة الى ان للعنف اسباب عدة منها اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية والاسباب النفسية نتيجة الامراض النفسية والعقد الاجتماعية والنفسية والتي ظهرت نتيجة اب وام يعنفون الطفل او عدم الاختيار المناسب للزوجة اما الاسباب الاقتصادية هي الوضع الاقتصادي للأب وهو محور الاسرة اذا كانت الحالة الاقتصادية جيدة يوفر متطلبات العيش والتعليم المناسب للأطفال ويكون اسرة ناجحة مجتمعياً اما اذا كانت الحالة الاقتصادية غير جيدة وعدم توفر العمل لرب الاسرة يؤدي الى شعور الاب بنوع من النقص ونوع من المشاكل والصراع داخل العائلة وهذا يؤثر ويقوم الاب بضرب الاطفال والزوجة اما الاسباب السياسية والحروب تؤدي الى عدم توفر فرص العمل والخدمات وبالتالي تؤدي الى مشاكل داخل الاسرة.

سوء الاختيار

 ان حسن اختيار الزوج للزوجة او الزوجة للرجل عامل اساسي  لتكوين اسرة ناجحة اجتماعياً وعن هذا  تؤكد لنا الباحثة الاجتماعية فاطمة الزهراء حاكم فتقول : ان  عدم اختيار الزوج او الزوجة الانسب  والزوج اذا احسن اختيار زوجته ووفر كل الظروف ولديه عمل يوفر للطفل الاجواء المناسبة و لا وجود للمشاكل لكن تكون المشاكل عند عدم اختيار الزوجة المناسبة وعدم وجود توافق بين الزوج والزوجة  ولا وجود للأمراض والعقد النفسية لكلا الزوجين ذلك يؤدي الى عدم الاهتمام بالطفل من جانب الدراسة وان الام هي لم تكمل الدراسة فلا تهتم بدراسة الطفل وعدم توفر العمل يقوم الاب بضرب الطفل وبعض الاسر نتيجة الحالة الاقتصادية تبعث الاطفال بالعمالة  وايضاً التسول للطفل في التقاطعات والشوارع هو اقسى انواع العنف للطفل.

عنف وتشرد

ومن الحالات الحقيقة التي ترويها لنا الباحثة الاجتماعية فاطمة حاكم وادت الى عنف ضد الطفل داخل الاسرة فتقول  : امرأة  عنفت  من قبل زوجها ادى ذلك الى الطلاق بعد مشاكل مستمرة بينها وبين زوجها فكان لاخيار سوى الانفصال والطلاق لكن الضحية كان هو الطفل وبالتالي يعد انفصال الام عن الطفل هو عنف وحرمان الطفل من امان الامومة وادى ذلك الى  تشرد الطفل فيما بعد وتعنيفة  من قبل زوجة الاب وكره الطفل  للأب  والام وهذا يؤدي الى مشاكل في الزواج لدى الطفل في المستقبل او عدم الزواج.

غياب التكافل

توجهنا الى المفوضية العليا لحقوق الانسان مكتب النجف الاشرف حيث حدثنا فراس الدهان  مسؤول  ملف حقوق الطفل قائلا : رصد مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في النجف الاشرف ان هناك عدة عوامل ادت الى ظاهرة العنف الاسري ضد الاطفال اولا تعاطي المخدرات للأحداث والشباب وهذا يسبب العنف الاسري والثاني مواقع التواصل الاجتماعي وجهاز الموبايل والثالث هو العمالة والتسول وهذا يؤدي الى ضغط على الاطفال من اجل العمل او التسول وبخلاف ذلك يتعرض للضرب والعامل الرابع هو الزواج المبكر  حيث تحدث عوامل عدة الى تفكك الاسرة وسببها الرئيسي عدم التكافل الاجتماعي بين الزوج والزوجة وزواج البنت القاصر الذي يؤدي الى العنف الاسري وهذه العوامل اساسية للعنف ولدينا (200)  حالة تقريباً مسجلة هي عنف ضد الاطفال في محافظة النجف الاشرف ونطالب الحكومة تشريع قانون حماية الاسرة العراقية  و تشريع قانون حماية الطفل والتي تحد من ظاهرة العنف ضد الاطفال.

.

وقفة ورأي

ارتأينا اللقاء بعدد من المواطنين لمعرفة اراءهم تجاه العنف ضد الاطفال وما له من اثار نفسية واجتماعية في المستقبل على الطفل  فتحدثوا لنا ومنهم :

قحطان عليوي (موظف ) يقول : هذه الظاهرة انتشرت في الأونة الاخيرة ويجب على اولياء الامور التعامل الجيد ومراعاة الطفولة  ومتابعة المدارس للأطفال التلاميذ والتنسيق بين الاسرة والمدرسة وعلى منظمات المجتمع المدني تفعيل دورها بهذا المجال وهذا يؤدي بردة فعل نفسية للطفل اما انطواء نفسي  والعزلة الاجتماعية وتستمر هذه الحالة او يتخذ سلوك اجرامي ومن الجانب القانوني يجب تفعيل قوانين العقوبات التي تحد من ظاهرة العنف ضد الاطفال.

أمير الاسدي (طالب جامعي ) يقول : ظاهرة لها اثار سلبية على الطفل وتؤدي الى ازمات وطابع خوف للطفل من مؤثرات خارجية والطفل عند ضربه يعمل العكس ويصر على الخطأ وتؤثر على الحالة النفسية مباشرة على الطفل ووحدة من الاعراض شاهدت طفل تعرض للعنف والضرب مما ادى الى عدم السيطرة  على نفسة والتبول اللاارادي ويجب نشر الوعي الثقافي بين الاسرة عن طريق الندوات ووسائل الاعلام المختلفة واظهار المخاطر التي يتعرض لها الطفل عند تعرضه  للعنف.

ميراج عباس (مدرسة)  تقول : ان العنف الاسري ضد الاطفال من الاساليب السلبية ضد الاطفال وتؤدي الى التأثير على نفسيتهم وتحطيم طفولتهم لذلك يجب اتخاذ اجراءات واساليب اخرى تساعدهم على الابتعاد عن العنف من قبل الوالدين من خلال اسلوب التوجيه والمتابعة والارشاد واستخدام اساليب صحيحة بدل من العنف الجسدي وابعاد الاطفال عن البرامج التي تغيير سلوكهم والذي يجعلهم يتسببون بأثارة العنف امام الاباء والامهات وبالتوجيه والتوعية تستطيع مواجهة اساليب الاطفال السلبية. 

قاسم محسن الخفاجي (اعلامي ) يقول : حقيقة ان ظاهرة العنف ضد الاطفال حساسة جداً فللتربية حق علينا كأولياء امور فنحن ما نكون عليه الان هو بفضل اهلنا وتربيتهم لنا وهذه التربية لا تأتي عن فراغ  فبرايي الشخصي ان هذه التربية تتطلب القليل من العنف او ما يسمى ( ضرب الاطفال ) في بعض الاحيان وليس في جميع مفاصل الحياة او في جميع اخطاء هؤلاء الاطفال ، فحالة العنف بحسب الموقف الذي يصدر من الطفل نفسه ، تارة يتطلب منا فقط التوجيه والتخويف وتارة يتطلب منا ( الضرب ) ونقصد به الضرب البسيط وليس العنف الذي يصيب الطفل بسوء ، لذلك فقد يحاسب الاطفال بعقلانية وذكاء وليس بتهور ورعونة لانهم مهما يكن هم فلذة اكبادنا ونخشى عليهم من كل مكروه ولكن للتربية حدود لا يجب ان تتجاوز.

ان الاطفال هم نتاج ثمرة الحياة وان هناك اسباب وعوامل ادت الى ازياد حالات العنف للأطفال داخل الاسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام منها الوضع الاقتصادي الذي تمر به بعض العوائل وضغوط ذلك يولد عنف الاب ضد الاب  والبطالة المتفشية نتيجة الصراعات السياسية والحروب التي ادت الى انهيار البنى التحتية والاقتصادية للشعب العراقي  فضلاً عن حالات الادمان وتعاطي الحبوب المخدرة هي الاخرى لقيام بعض اباء الاطفال بمعاقبة واجبار الاطفال على التسول والعمالة هو شكل من اشكال العنف ايضاً ابنائهم بشكل وحشي  وتعرض الاب او الام لعامل نفسي ايضاً يقف وراء قيامهم بتعذيب الاطفال ويجب اتخاذ اجراءات من قبل الجهات المعنية للحد من ظاهرة العنف ضد الاطفال وتفعيل قوانين حماية الطفل داخل الاسرة بشكل عاجل مع عقد اجتماعات دورية الى الاباء  والامهات من قبل  ادارة المدارس للتعريف بأهمية تنشأ الطفل بشكل صحيح وتعريفهم بمخاطر ذلك سواء من الناحية النفسية او الاجتماعية والصحية على اطفالهم مع اطلاق حملة وطنية لمناهضة العنف ضد الطفل العراقي بالصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية هذه الخطوات ستساهم بالقضاء على هذه الظاهرة التي تمثل انتهاك صارخ للطفولة.

مركز الكوثر الخيري ودار الشفاء المركزي .. خدمات جديدة متطورة لخدمة زائري مرقد أمير المؤمنين (ع) ومدينة النجف الأشرف

بعد اغلاقه لمدة 9 ايام … هيأة المنافذ الحدودية: افتتاح منفذ الشيب الحدودي امام حركة المسافرين من العراق الى ايران