نعيمة كاظم
إنَّ الآية الكريمة التي ذكرتْ قوامةَ الرجال على النساء إنما قرَّرت ذلك في الحياة الزوجية، فالرجل هو ربُّ الآسرة وهو المسئول عنها بدليل قوله تعالى ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ وقال تعالى ايضا ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ).
قد يفهم بعض الرجال ان كلمة قوام بمعنى خاطئ فينظر اليها من ناحية تعبدية المرأة للرجل وهذا ما نهى عنه الاسلام والدين والأخلاق التي جاء بها النبي (صل الله عليه واله وسلم) ومن هنا جاء دور الرجل في بناء شخصية المراءة من خلال تعامله معها وطريقة الحوار بينهما يجب ان تكون تفاهمية مبنية على اساس الاحترام المتبادل.
ان الزوجة أمانة بيد الرجل، وهي شريكة له في حياته، فلا ينظر لها على انها اسيرة ورهينة بين يديه واذا وجدت حالة الانسجام الروحي والثقافي بين الزوجين فان الانس بينهما يدوم الى ساعة الموت.
ومع قوامة الرجل على الأسرة ينبغي أن يكون للمرأة دورها الريادي وأن يؤخَذ رأيها فيما يهمُّ الآسرة ففي بعض الاحيان يحتاج الرجل مهما كانت درجة ثقافته وخبرته في امور الحياة.
فلو نظرنا الى تربية الابناء وطريقة العناية بهم وكذلك فترة المراهقة عند البنات خاصة فان أمر في غاية الأهمية وان كثير من المشكلات السلوكية التي تحدث للأبناء يكون سببها غياب الأم عن البيت وهنا يلعب الزوج: الدور المهم في بناء شخصية الزوجته من خلال تشجعها والاعتماد عليها في بعض الاعمال ومشاركته في مسيرته في الحياة الاسرية، وعليه يقع العِبء الأكبر في توجيه وتشجيع وتنمية زوجنه شرعيًّا واجتماعيا، وواقعيًّا ومعرفيًّ، فهناك دائما مستجدات في الحياة الزوجية تحتاج الى صياغة مستمرة سواء في جانب المشاكل أو جانب الحلول ويحسن ان يكون للرجل والمراءة رأي فيها ومحاولة معالجتها جنبا الى جنب , وألا دب الشيطان في هذا الوجود, كالدودة التي تنخر الشجرة الباسقة لتحولها الى حطام.
اذا اجتمع العشق الزوجي مع العشق الايماني كانت الحياة الزوجية جميلة جدا وان التكامل الروحي والنفسي والفردي لايتم ألا من خلال الاسرة السعيدة وهذا ماامرنا به ديننا والله الموفق.