.
هل هي بدايات تقسيم العراق بين لندن وواشنطن !؟
بقلم :- سمير عبيد
تزامن القصف الأميركي لاهداف داخل العراق مع أزمة وباء فيروس (كورونا) في العراق والمنطقة والعالم ،وأنخفاض أسعار النفط لدرجات مريعة بسبب حرب انفعالية شرعت بها بها السعودية دون سابق إنذار ضد روسيا ، وتزامن مع غموض وتعتيم على مايجري داخل تضاريس العائلة المالكة في السعودية من اعتقالات وانتشار عسكري وإغلاق المناطق الشيعية بحجة كورونا في المنطقة الشرقية …!!.
ونتيجة وباء كورونا، وانخفاض أسعار النفط، وازمة المظاهرات، والفراغ السياسي، والصراع على الموقع التنفيذي ” منصب رئيس الوزراء” بسبب ولاءات الأجنحة السياسية للخارج، وبسبب ما سوف يكشفه التحقيق باغتيال الجنرال سليماني والقائد العراقي ابو مهدي المهندس تحاول أطراف استغلال الصراع على منصب رئيس الوزراء لمنع ظهور الحقيقة واسماء المتورطين الكبار في عملية اغتيال سليماني وابو مهدي
…فبسبب ما تقدم بات العراق أضعف دول المنطقة على الاطلاق. حيث بات بلد واهن جدا وسوف تُهد الخيمة العراقية بأقل عاصفة سياسية او عسكرية او أمنية او ارهابية !!!!.
فالقضية باتت تشبه لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري وعندما اختلطت الاوراق السياسية في لبنان وحصل عدوان اسرائيل عام ٢٠٠٦ ومن ثم كاد لبنان يُدخل بحرب أهلية وأنقذوه بمؤتمر ( الدوحة اللبناني )!!. بحيث بات لبنان مقسم دون الإعلان عّن التقسيم !.
فياترى هل العراق ذاهب الى مرحلة التقسيم غير المُعلن !؟
وبالتالي فأن سيناريو استهداف معسكر التاجي نفسه مثير للشبهات ويبدو هو بداية الى تطورات خطيرة قادمة ….والغرابة تكمن في الاسباب التالية :-
- لقد قامت الطائرات الأميركية بقصف معسكرات الحشد الشعبي داخل سوريا بالقرب من الحدود السورية العراقية ودون سابق أنذار وسببت دمارا وتضحيات بشرية بحدود ٢٦ شهيدا عدى الجرحى !.
- وبعدها مباشرة تم استهداف معسكر التاجي بحوالي 15صاروخ حسب التقارير الإعلامية على انها انطلقت من سيارة حمل وتركت السيارة بعد الاطلاق، وفيها ثلاث صواريخ لم تُطلق -حسب رواية امريكا- وهذا لا يتلائم مع استراتيجية الفصائل المسلحة وهي-أضرب واهرب – فكيف تحركت السيارة بهذه الحمولة ؟ وكيف حملت بهذا العدد الكبير من الصواريخ ؟ وكيف توقفت وأطلقت ١٥ صاروخ بكل أريحية ؟ وكيف تركت السيارة ؟ أذن بماذا هربوا الذين اطلقوا الصواريخ من المكان ؟ واين تصوير العملية منذ انطلاق السيارة حتى وقوفها حتى الاستعداد للإطلاق حتى الانسحاب !؟ لا سيما ونحن نعرف ان السماء العراقية بيد الرصد الاستخباري والتقني الاميركي، وهي تحدد حتى الجرذ عندما ينتقل من جحر لآخر ، ناهيك أن المعسكرات والقواعد الأميركية مؤمنة بعشرات الكيلومترات ومن جميع الجهات وترصد اَي حركة عّن بعد …فعلى من تنطلي هذه المسرحية !؟
- سجل عمليات الفصائل المقاومة واضح وهو الاعلان عّن جميع عملياتها وأكثر الأحيان تقوم بتصويرها وهذه المرة لم يعلن فصيل واحد أنه قام باستهداف معسكر التاجي لكي يُعاقب أميركياً!.
- فنحن كخبراء ومحللين نعرف السياسة الاميركية من افغانستان حتى العراق فهي واحده وتهدف لشق الفصائل المناوئة لها او تأسيس فصائل مرتزقة تتصرف وتتكلم بنفس الفصيل او الجهة المقصودة وكأنها الاصل من يقوم بالجرائم والفعاليات …وأسست امريكا بالفعل فصائل مرتزقة شبيهة بطالبان ، وشبيهة بالقاعدة ، وشبيهة بجيش المهدي ، وشبيهة بفصائل المقاومة ضد الاحتلال في العراق، وشبيهة بتنظيم الشباب الصومالي ، …الخ لتشويه سمعة الفصائل الاصل والعمل على نبذها شعبيا ثم تسقيطها وتجريمها وان من قام بعملية التاجي فصيل من هذا النوع المرتزق …..هذا جانب //من الجانب الآخر:-…… فأمريكا عندما تريد تبرر عمل ما او تريد تجريب سيناريو ما فهي تضحي ببعض جنودها او مسؤوليها لأعطاء السيناريو مصداقية لدى الراي العام ( وجميعنا نتذكر كيف ضحوا بسفيرهم الاميركي في إسلام آباد في سبيل تبديد شكوك الرئيس الباكستاني المستهدف بالقتل ضياء الحق عام ١٩٨٨ وعندما صعد معه السفير الأميركي في نفس الطائرة المروحية العسكرية فتم تفجيرها وغيروا بعدها المشهد السياسي في باكستان ) !.
ماعلاقة الرقعة المستهدفة بالفصائل المسلحة وخطورتها على الولايات المتحدة !؟
تعالوا معنا لنتحقق من رقعة القصف الأميركية مو الناحية الجغرافية فهي ( النجف ، المسيب، الأسكندرية ، جرف الصخر ، ضواحي كربلاء، والتحليق فوق كربلاء وفوق المدينة القديمة في النجف ) !!.
فالسؤال :-
- هل الطيارين الذين قاموا بالقصف من الدواعش أم أميركيين !؟
- هل غرفة العمليات التي أعطت الأوامر بتنفيذ هذه الضربة غرفة عمليات تنظيم داعش أم الجيش الاميركي !؟
تحليل وكشف لبعض النقاط المثيرة في عملية القصف !!،
- قصفت واشنطن مقرات للحشد باتت تابعة للجيش من الناحية القانونية وهذا استهداف غير قانوني وإعلان حرب واضحة على العراق !.
- قصفت مقرات تابعة لوزارة الدفاع العراقية وهي ( أفواج مغاوير وطوارىء الفرقة ١٩ ، ومقر الطبابة ، والقوات النهرية ،ومقرات ومنشآت الاتصالات والكهرباء) اضافة الى مطار كربلاء المدني !!!!!) فما هي علاقة تلك الأهداف بقصف معسكر التاجي؟ ثم الذين قتلوا عمال مدنيين يعملون بالأجرة …. وهذا استهداف بمعنى اعلان الحرب على العراق بشكل عام وعلى صمام أمان منطقة عراقية تعنى بأمن وأمان ( المكون الشيعي) تحديدا فيما لو تكلمنا عّن خارطة أهداف داعش والخلايا الإرهابية !!.
- من الناحية الاستراتيجية فتلك المناطق متاخمة جدا للمناطق القلقة امنيا وصولا للأنبار والفلوجة والصحراء صعودا نحو وادي حوران وقاعدة الاٍرهاب الكبرى في ( وادي غذف) …….فهي أستراتيجيا خط الصد والخط الاستراتيجي الفرات الاوسط والجنوب وبالتالي ان استهدافها ليس صدفة بل يحمل مؤشرات خطيرة !!.
ماهي الأهداف المحتملة من وراء ذلك !؟
- التحليق فوق المنطقة القديمة في النجف وفوق كربلاء هي رسالة للمرجعية والمراجع والسلطة الدينية بأن تبتعد عّن المنازلة القادمة وعليها عدم استخدام سلاح ( الفتوى ) مستقبلا !. وكذلك هي رسالة بأبعاد دينية وإيحاء للحرب الأنجيلية المقدسة التي يعد لها الصهاينة وحلفائهم الأنجيليين والتي يعتقدون أنها قربت وباتت على الأبواب وبالتالي هي رسالة بانه ليس هناك مفدساً من وجهة نظرها وطائراتها ويصب باستعراض القوة وجس النبض !.
- خارطة القصف توحي بأن هناك مخطط لأحداث فراغات أمنية وجغرافية في خط الصد والخط الاستراتيحي الأمني للفرات الأوسط والجنوب فيما لو تحرك تنظيم داعش باتجاه الجنوب، وفيما أعطيت الأوامر للخزين البشري الارهابي في ( وادي غذف)بالتحرك نحو الوسط والجنوب في العراق، وايصال الدواعش القادمين من سوريا نحو منطقة جرف الصخر !.
- خارطة القصف توحي بان هناك ربما سيناريو قادم لأشعال منطقة شمال كربلاء وبابل لأشغال الشيعة بمعركة كبيرة مع الاٍرهاب لتمرير سيناريو ( اقليم الانبار ) وصفقة القرن وتوطين الفلسطينيين!!.
- خارطة القصف توحي بأن هناك مخطط لأسقاط الدفاعات الأمنية شمال الوسط والجنوب من جنوب الانبار نزولا نحو بابل وكربلاء والنجف والجنوب لكي يُجبر الحشد الشعبي على الانتقال من الموصل. ومن الحدود السورية العراقية ومن صحراء الانبار وتكريت وحمرين نحو شمال كربلاء وبابل لتصبح المناطق الغربية فارغة من الحشد ( ليتم ملأ الفراغ بالمتطوعين الذين دربتهم امريكا من اربع عشائر سنية كبيرة وهم بالآلاف وسيكونون برعاية اميركية !!)
- على المستوى الشخصي أشم رائحة بريطانية في هذا المخطط لكي تصبح المناطق السنية من حصة امريكا وتصبح المناطق السنية من حصة بريطانيا ولكن بعد سحق عظام الشيعة وسحق القوة المسلحة لديهم ومثلما حدث في محافظات الغربية !!.
حمى الله العراق وأهله !!.
وخسأ كل من طبّل ورقص وفرح لقصف الطائرات الأميركية فمهما تكون الخلافات مع الطرف سين والطرف صاد فلا يجوز اطلاقا الترحيب والرقص للغارات الاميركية الغادرة… لان مافعلته إهانة للعراق وللشعب وللجيش العراقي ….
فأي خسة ونذالة وعماله عند هؤلاء المطبلين والراقصين لأهانة شعبهم وبلدهم!!.
لذا على الحكومة والقضاء العراقي معاقبة هؤلاء فورا وعدم السماح لهم بشرخ الجبهة الداخلية وقتل الروح المعنوية للشعب والناس والجيش ..فالعمل كطابور خامس خطير داخل العراق أمر مرفوض !!.
ملاحظة :-
الصورة المرفقة هي للشهيد كرار في مطار كربلاء ..وهو مواليد عام ١٩٩٧ واخ لشهيدين ، ومتزوج وله طفلين ، ووالده متوفي ، ويعمل عامل بأجر يومي !!!.
سمير عبيد
١٣ آذار ٢٠٢٠