اكدت تقارير صحفية، ان بريت مكغورك مبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب وقائد فيلق قدس الايراني قاسم سليماني يستخدمان سياسة الاقناع والاخضاع (العصا والجزرة) في محاولاتهما لتشكيل الحكومة العراقية، فيما كانت هناك شكاوى من غلاضة مكغورك مقابل براغماتية واضحة من سليماني.
وذكر صحيفة العرب في تقرير اليوم (5 اب 2018)، انه “بينما كانت أنظار العراقيين تتابع أخبار وصور مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر، كان هناك لاعبان أجنبيان في خلفية المشهد، يقودان حملتين متضادتين، لترجيح كفة فريق عراقي على آخر في سباق الفوز بمنصب الرئيس الجديد لحكومة البلاد”.
واضاف، ان “اللاعبين الأجنبيين، وهما بريت مكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي، وقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لم يحتاجا إلى تغطية كل تحركاتهما، بل إنهما في الأيام القليلة التي سبقت عقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، رفعا السرية عن حراكهما، ما حول المنافسة بينهما إلى مجال مفتوح أمام الجمهور”
واوضح، انه “لم يعد، خلال هذه الأيام، الحديث حول تبني الأمريكيين لدعم رئيس الوزراء حيدر العبادي لولاية ثانية، أو وقوف الإيرانيين خلف نوري المالكي، كي يعود إلى منصب رئيس الحكومة، سرا، بل بات شأنا تداولته وسائل الإعلام بوصفه جزءا طبيعيا من مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة”.
ونقل التقرير عن شخصيات عراقية التقت الرجلين، أو تلقت اتصالات منهما كليهما أو من أحدهما، إن “التكتيكات المعتمدة من قبلهما بدت متشابهة إلى درجة كبيرة، بالرغم من أن مكغورك يسعى لتشكيل حكومة موالية لبلاده، فيما يحاول سليماني ضمان استمرار الخضوع العراقي لإيران، فالمبعوث الأمريكي والجنرال الإيراني كانا يدشنان اتصالاتهما مع الشخصيات العراقية المستهدفة، في العادة، ملوحين بالجزرة، لكنهما لن ينتظرا كثيرا قبل التلويح بالعصا”.
واضاف، ان “الفارق تمثل هو في طبيعة الجزرة وشكل العصا، اللتين تستخدمان في (مفاوضات الإقناع أو الإخضاع)، فبينما يمثل (الدعم السياسي) عاملا مشتركا بين الجزرة والعصا الأمريكيتين، بتوفيره أو قطعه، تكون الجزرة الإيرانية عبارة عن مناصب حكومية يدر إشغالها مالا وفيرا أو يوفر نفوذا سياسيا كبيرا، فيما تمثل العصا في بعض الأحيان موتا محتما”.
ولكن وفي حالات عدة اشتكت شخصيات عراقية بارزة من طريقة مكغورك “الجافة” في التعامل معها، بينما لم تسجل مثل هذه الشكاوى في حالة سليماني.
وتابع التقرير، انه “عقب لقاء في أربيل بين زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني والمبعوث الأمريكي، نقلت وسائل إعلام كوردية تفاصيل حوار دار بين الرجلين، كشفت عن تذمر الزعيم الكردي البارز من (غلاظة) مكغورك”.
وقالت تلك الوسائل، إن “البارزاني حاول إيصال شكواه من مكغورك إلى الخارجية الأمريكية أو مكتب الرئيس ترامب، لكنه فوجئ بدعم هذين المركزين القويين لـ (جهود المبعوث في مساعدة العراق على تشكيل حكومة قوية).
وخلصت الصحيفة، الى انه “قد يبدو أن هذه الصورة تشير إلى “لطف” سليماني، في مواجهة “شدة” مكغورك، لكن الحقيقة هي أن الساسة العراقيين الذين يتعاملون مع سليماني، لا يجرأون على انتقاده في العلن، لأن عقاب ذلك، وفقا لتعبير مسؤولين عراقيين مطلعين على كواليس هذا النوع من اللقاءات، قد يصل إلى تصفيتهم جسديا”.
ونوهت ايضا انه “على مستوى الظهور العلني يفضل مكغورك أن يكشف عن لحظة وصوله إلى بغداد، ملمحا إلى ما يمكن أن يقوم به من مشاورات من دون الخوض في تفاصيلها، بينما يفضل سليماني أن تتسرب أنباء لقاءاته بالساسة العراقيين عقب انتهاء جلسة مفاوضاته معهم، وربما عقب مغادرته البلاد”.


