in

أضواء مهمة على زيارة رئيس الحكومة العراقية الى طهران !!.

رئيس حكومة العراق يُكرر ما فعله سعد الحريري في طهران !!.

بقلم :- سمير عبيد

اولا :-

تعتبر زيارة رئيس الحكومة العراقية لطهران لا تختلف عّن زيارة رئيس الحكومة اللبناني الاسبق سعد الحريري في ٢٧ نوفمبر ٢٠١٠ لطهران .فأيضاً كانت الزيارة الحريرية لطهران مفاجأة وحساسة للكثيرين في حينها . لأن المنطقة كانت تمر بتعقيدات سياسية وامنية خطيرة، ولا تختلف عّن الظروف الحالية التي تحيط بزيارة رئيس الحكومة العراقية لطهران.
والاثنان وصلا طهران ومعهم ملف خطير يتعلق بالاغتيال السياسي. فسعد الحريري كان يحمل ملف اغتيال والده رفيق الحريري. لا سيما كانت هناك اتهامات في حينها لايران ولحزب الله في عملية الاغتيال من اوساط اقليمية وخليجية ودولية واسرائيلية ومعها من اطراف لبنانية .. وكان هناك لغطاً كبيرا في حينها حول شهود الزور في القضية .
ورئيس الحكومة العراقية هو الآخر وصل طهران وايضا كان معه وينتظره في طهران ملف اغتيال الجنرال سليماني والقائد ابو مهدي المهندس. لا سيما وان هناك ايضا اتهامات متصاعده من اطراف مختلفة للقيادة الايرانية بإنها هي التي تخلصت من سليماني لتتخلص من مرحلة وتبدأ بأخرى . وهناك اطرافا تتهم رئيس الحكومة العراقية بالموضوع !!.

ثانيا :-

مارس رئيس الحكومة العراقية عند وصوله لطهران واثناء المؤتمر الصحفي مع الرئيس الايراني حسن روحاني اعلى درجات الدبلوماسية الحذرة. بحيث تعمّد ان لا يستفز الجانب الايراني. وتعمد أن يُرضي الايرانيين دبلوماسيا. بحيث حتى فاجأ رئيس الحكومة العراقية أنصاره داخل العراق والخليجيين بتلك التصريحات الناعمة والمغازلة لايران حليفا …. !!.

ولكن الايرانيين وبحنكتهم المعروفة ذهبوا ليفجروا مفاجأة بوجه رئيس الحكومة العراقية وانصاره والخليجيين والاميركيين عندما قال الرئيس روحاني متعمدا :

١-أن التبادل التجاري في زمن رئيس الحكومة الجديد تطور و زاد كثيرا بين العراق وايران ، وأكد عزم بلاده ان يصل الى ٢٠ مليار دولار !!!!.
٢- واكد روحاني على مسمع رئيس حكومة العراق الزائر ( أن البلدين عازمان على تطبيق الاتفاقيات الموقعة سابقا خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد.ومن بين هذه الاتفاقيات، اتفاقية تتعلق بالبنى التحتية الاقتصادية، بالإضافة لاتفاق الربط بواسطة السكك الحديدية بين خرمشهر والبصرة، واتفاق لتجريف شط العرب (تنظيف شط العرب) كونه النهر الوحيد الذي يتم عبره النقل البحري.

فلقد تعمّد الرئيس روحاني أن يبعث برسائل الى واشنطن والرياض واسرائيل والى خصوم أيران بداخل العراق من خلال ماورد في النقطتين ( ١،٢) …اي بمعنى ان العراق باقٍ حليف لايران .وايران باقية لاعبا مهما في العراق. فأذا قلَّ النشاط العسكري والاستخباري الايراني في العراق خلال الاشهر الثلاثة الماضية هذا يعني يعوض في الجانب التجاري !!.

ثالثا :-

حُرص استقبال المرشد الايراني السيد الخامنئي الى رئيس الحكومة العراقية يحمل أبعادًا براغماتية :-

١- رسالة للعالم ولداخل العراق بأن قضية اغتيال الجنرال سليماني ذهبت للجانب القانوني والقضائي من وجهة نظر ايران .. وَلَن تؤثر على الجانب السياسي والتجاري بين بغداد وطهران !.
٢- محاولة من المرشد الايراني زرع ثقة لدى الزائر العراقي بأن قضية اغتيال الجنرال سليماني وابو مهدي المهندس والمتهم بها رئيس الحكومة العراقية من بعض الجهات والاطراف.. ارادت ايران القول من خلال هذا اللقاء ( يا رئيس حكومة العراق الكرة في ملعبك لتكون عامل تلاقي أكثر بين طهران وبغداد ،وليس عامل فرقة وقطيعة مادامت ايران غضت الطرف عّن ملف الاغتيال … وإلا )
٣- كان لقاء المرشد رسالة ايرانية لجميع الاطراف الداخلية في العراق والخليجية والخارجية والاميركية غيرها بأن ايران كانت داعمه لوصول رئيس الحكومة الجديدة ولقيادة الحكومة العراقية.ولسان ايران يقول ( كفّوا عّن التنظير وكفَوا عّن اللغط واحسبوها صفقة سياسية أو قفز لمرحلة جديدة ..سمّوها ماشئتم )

٤- كان اللقاء مع المرشد رسالة بليغة جدا الى واشنطن والادارة الاميركية بأن ايران ليست لها عقد نفسية أو توجس أو مشاكل مع حليفكم الجديد في بغداد وهو رئيس الحكومة العراقية الزائر لطهران !.

٥- حُرص استقبال المرشد لرئيس الحكومة العراقية حيّد الاخير تماما بأن لن يسمح الاخير باتهام أيران في الازمات القادمة في العراق. ولَن يضعط على حلفاء ايران ( والذين هم معنيين بلقاء المرشد مع رئيس الحكومة العراقية ) والذين بالمقابل بات عليهم الهدوء !!.

٦- وَلَن نستبعد قط ان رئيس الحكومة العراقية حمل رسالة ( شفهية ) من الولايات المتحدة لايران وتحديدا للمرشد الايراني… وسوف ينقل رسالة ( شفوية) من الايرانيين الى الادارة الاميركية وربما ستكون هناك انفراجات مفاجئة !!.

الأستنتاج :-

فحسب توقعاتنا أن القبول الايراني والحفاوة برئيس الحكومة العراقية الذي يزور ايران هو مشروط بشروط تتعلق بالعراق !!!… وان سقفه محدود ونتوقعه الى نصف أكتوبر المقبل ٢٠٢٠ !!!.
وان هذا الاهتمام الايراني بالزائر العراقي وكأنه لم يحدث شيء له علاقة بموضوع مهم للغاية وهو ( موضوع تمديد حظر بيع الاسلحة لإيران ) والمفروض يُرفع بداية أكتوبر ولكن الرئيس ترامب ينوي تمديده .ويبدو أن البراغماتية الايرانبة الناعمة التي تجسدت مع رئيس الحكومة العراقية ودعمه مع العلم هو اخيار واشنطن بنسبة ١٠٠٪؜ هدفها محاولة فتح نافذة مع واشنطن بشرط عدم تمديد حظر بيع الاسلحة لإيران !!.
ونعتقد في حالة عدم تحقيق ذلك سينتهي شهر العسل الدبلوماسي بين أيران ورئيس الحكومة العراقية ويبدأ فصل جديد في العراق !!!.

سمير عبيد
٢١ تموز ٢٠٢٠

بدر النيابية تطالب الكاظمي بتفعيل الاتفاقية مع الصين

التعليم الالكتروني … هل سيكون بديلاً عن المحاضرات المباشرة