الانفجار سببه تدافع واحتكاك الدول على لبنان !!.
ولَن نستبعد أنه هدفاً من أهداف قانون ( قيصر)!.
بقلم :- سمير عبيد
ملاحظة :-
تحليلاتي لاتمر على العواطف الحزبية والمذهبية والطائفية .ولا نميل من خلالها لطرف معين بل نميل الى أظهار الحقائق فقط .علماً أننا لا نمتلك الحقيقة الكاملة .ولكننا نجتهد بلا عبث !!.
————-
تحريم العبث بتركة الاستعمار الغربي القديم !.
نشرتُ عدة مقالات قبل أشهر. وأكدت ُ من خلالها بأن هناك ريبة وخوف ومراقبة شديدة دولية واقليمية لصعود تركيا وإيران ومحاولة انتشارهما في التركة البريطانية والفرنسية والايطالية وغيرها وتدفعهما بذلك نزعتهما القومية والعودة الى تاريخهما القديم العثماني والفارسي .
وأكدتُ أن هذه الدول الاستعمارية التي تُخطط للعودة الى تركتها القديمة لن تسكت على طهران وأنقرة لا سيما وان العالم ما بعد جائحة كورونا سوف يكون عالماً آخر .وسوف يتقسم العالم اقتصاديا. وسوف تندفع الدول الاستعمارية السابقة نحو تركاتها القديمة بحثا عّن النفوذ والثروات للهيمنة عليها.ولقد صدقت توقعاتي فها هي فرنسا تعود بقوة نحو لبنان . ومن هناك حيث ليبيا تحاول ايطاليا العودة الى ليبيا بتنسيق مع فرنسا. وسوف تعود بريطانيا الى الخليج والعراق وعلى الاقل جنوب ووسط العراق والقضية مسألة وقت واكدت هذا مرارا ً !.
————
تركيا سبباً في هيجان وكر الدبابير الكبيرة !!.
نحن الباحثين والمحللين والمتابعين نعرف أن تركيا في صعود قومي مخيف لتحقيق اهداف استراتيجية مهمة وهي :-
١- الخروج من وضع تركيا التي هي مجرد دولة ترانزيت لخطوط النفط والغاز العربي والروسي ..والاندفاع نحو أماكن الغاز والنفط والطاقة في البحر وفِي دول الشرق الأوسط .ومن اجل هذا أسست تركيا وبأموال دول الخليج عندما نجحت بالنصب عليها أسست ” جيش انگشاري ” جديد من المتطرفين والارهابيين ومن تنظيمات القاعدة والدواعش وغيرهم ونشرتهم في سوريا والعراق وليبيا وتحاول نشرهم في الدول الاخرى ومنها لبنان للدفاع عّن المصالح التركية !. ……وهذا بحد ذاته زرع الهلع لدى دول الشرق الأوسط اولا ، ولدى الدول الاستعمارية الكبرى التي كانت تسيطر على الشرق الاوسط قبل اتفاقية سايكس بيكو وتعتبر تلك الدول تركة لها !!. وزاد ايضا في اندفاع ايران هي الاخرى لتنظيم جيوشاً موالية لها في الدول التي اندفعت فيها لتحقيق اهداف استراتيجية بحيث انتشر الرعب في امريكا واسرائيل والدول الغربية من الطموحات التركية والايرانية !.
٢- العمل الدؤوب ( سياسيا ونفسيا وعاطفيا وايديولوجيات ودينيا) في الداخل التركي تمهيدا لعودة ( الحقبة العثمانية ) من خلال ( العثمنة الجديدة) بحيث تكرست معظم السلطات بيد الرئيس التركي اردوغان ليكون ( السلطان الجديد) وبات يتصرف كذلك…..وهذا بحد ذاته زرع الهلع لدى دول الاتحاد الاوربي، وخصوصا اليونان وقبرص وبلغاريا والمانيا والنمسا ،وبات شبح وصول العثمانيين على مشارف العاصمة النمساوية ” فيينا” يدور ويحلق في اذهان تلك الدول وقادتها !!.
٣- الاستعداد التركي المحموم لِما بعد عام ٢٠٢٣ حيث تاريخ خروج تركيا من الاسر البريطاني الذي أستمر ل 100عام حسب اتفاقية عام ١٩٢٣ وحينها سوف تتحرر تركيا نحو التنقيب عّن النفط في تركيا وفِي البحر المتوسط .وسوف تُمارس سلطاتها الكاملة من مراقبة وتفتيش ورسوم على مضيق البوسفور. والذهاب بالاندفاع نحو تركتها العثمانية القديمة حسب نظرية السلطان الجديد والمتمثل بالرئيس اردوغان. ولقد باشر بالفعل في سوريا وليبيا ونوعا ما في العراق والصومال وفِي لبنان ” وهو ملهم بحثنا ” اليوم .ودوّل اخرى وهذا بحد ذاته استنفر الدول العربية بشكل خاص والدول ذات التاريخ الاستعماري في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام .وبهذا هيّج اردوغان عِش الدبابير الكبيرة التي هيجت حليفتها اسرائيل وهيجت اذنابها وعملاءها في العالم العربي …. وجاءت لدغتها الاولى في لبنان عبر انفجار مرفأ بيروت الذي بمثابة ١١ سبتمبر لبناني ليكون فاصلة بين تاريخ مضى وتاريخ قد بدأ في لبنان ومنطقة الهلال الخصيب كلها !!!!!.
———-
الصراع التركي في لبنان !!.
هناك صراعاً ليس خافياً بين تركيا والسعودية على قيادة الاسلام ” السني” في العالم .وتحول هذا الصراع ليصبح صراعاً سياسياً واقتصاديا وامنيا مما جعل دولة قطر تلتحق بالمحور التركي .وجعل الامارات ومن معها تلتحق بالمحور السعودي .وبدأ الصراع على أشده بين المحورين وفي مناطق مختلفة !!. بحيث ذهبت الامارات للتحالف مع إسرائيل لحمايتها من أيران لتتفرغ لحربها ضد تركيا .والسعودية هي الاخرى ذهبت لإسرائيل لحمايتها من ايران لكي تتفرغ لحربها مع تركيا .وتوحدت الجبهة السعودية الاماراتية المصرية وورائهم بعض الدول والقوى ضد تركيا وضد محور الأخوان المسلمين !.
وبالفعل وعندما توغلت تركيا في ليبيا عبر اتفاقها مع حكومة السراج في طرابلس اندفعت السعودية والامارات ومصر وحتى روسيا لدعم خصم السراج وخصم تركيا الجنرال حفتر ودارت الحرب بينهما ولازالَ الوضع خطير هناك ويُنذر بكوارث … وعادت الامارات والسعودية لتغازل الخصم السوري من جديد، ولوحت بدعم سوريا ضد تركيا لا بل هناك تقارير اقول ان مصر ارسلت قوات خاصة لسوريا لتأخذ دورها ضد تركيا وبتنسيق مع السعودية والامارات .كل هذا التشتيت لمنع تركيا من ابتلاع لبنان وطرد السعودية من هناك ومعها حلفائها وهذا بحد ذاته تهديد لفرنسا ولمصالحها الاستراتيجية في لبنان.. وان فرنسا غير مستعدة اطلاقا ان تسمح لتركيا بالتوغل في لبنان على غرار ما فعلته في ليبيا !!.
هل لهذه الدرجة تركيا خطرا على لبنان !؟
نعم …ان تركيا خطر على لبنان من وجهة نظر فرنسا والسعودية والامارات ومصر واسرائيل وحتى وان كان بينها وبين ايران تحالفاً اقليميا جديدا ….. لان تركيا شرعت بالحرب ضد السعودية في لبنان فعلا بهدف طرد السعودية من لبنان والأستخواذ على القرار السني اللبناني لان تركيا ليس لديها استعداد للتنازل عّن حلمها بقيادة العالم السني.. وبالفعل وصلت الى نتائج متقدمة في ذلك !!.
— كيف حدث هذا !؟
—الجواب :-
••بتاريخ ٧ تموز ٢٠٢٠ كشفت الأجهزة القضائية والامنية اللبنانية تحقيقاتها حول ضبط ( تسعة ملايين دولار أميركي) مع أشخاص (4أتراك وسوريين) قادمين الى لبنان على متن طائرتين خاصتين.والتحقيق كشف كيف خرجت هذه الاموال من تركيا ووجهة استعمالها في لبنان .واكدت تلك الاجهزة أن افادات المعنيين تضاربت وزعموا هي اموال مخصصة للعمل في مجال الصيرفة ولكن الشركات التي ادعوا انها عائدة لها نفت ذلك تماما فصار القرار التعمق بالتحقيق .
•وكشف وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي في تصريح صحفي أن ( هناك تعليمات تصل من تركيا عبر تطبيق ” واتس آب” لبعض أطراف الحراك الشعبي اللبناني ..وسأل الوزير :- ماذا أتى بهؤلاء الى لبنان وهم يحملون هذه الاموال الضحمة وفِي هذا التوقيت !؟
علماً أن َّ السلطات التركية تمنع أخراج العملات النقدية من أراضيها بأي حال من الأحوال .مما يُعزز المخاوف أن تكون لاهداف اخرى منها تمويل مجموعات على الأراضي اللبنانية حسب اقوال المرجع القضائي اللبناني!.
••وكشفت السلطات اللبنانية ” عند اعتقال بعض شباب الحراك الشعبي اعترف بعضهم بتلقي اموالا من شخصية لبنانية مقيمة في اسطنبول التركية !” وتزامن هذا مع معلومات امنية تحذر من تداعيات امنية خطيرة قد تشهدها مناطق لبنانية عدة خصوصا في شمال لبنان ذات الاغلبية السنية . وصرح مصدر امني قائلا ( لقد تزامنت هذه التقارير مع بناء معسكرات تدريب لمجموعات يجري تمويلها من تركيا )
ونشرت صحيفة الاخبار اللبنانية تقريرا مهما بتاريخ ١٣ تموز ٢٠٢٠ جاء فيه ( يستخدم الأتراك في لبنان آليات عمل “ذكية” لبسط نفوذهم في طرابلس اللبنانية والشمال في أسلوب مشابه لنظرية ( التمكين ) لدى جماعة الاخوان المسلمين بين طرابلس الغرب وطرابلس لبنان هدفها السيطرة على لبنان بهدف السيطرة على العالم السني !!.
وبالفعل ارتفعت الاصوات خلال الفترة القصيرة الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام حول دور تركي في احداث الشمال السني في لبنان ودعم لمجموعات من خلال استغلال المطالب المعيشية التي باتت غطاء لها ومنها منتديات بهاء الحريري ومجموعات اخرى تحرض ضد الجيش اللبناني !!.
فالنشاط التركي في لبنان بات يأخذ اشكالا عديدة وجميعها في أتجاه واحد وهو تعزيز النفوذ التركي داخل وبين المسلمين السنة في لبنان وخصوصا في الشمال اللبناني ومواجهة النفوذ السعودي الاماراتي هناك وبعنوان بات واضحاً وهو الحرب ل(قيادة العالم السني) .
وخلال 15عاماً من المنح التعليمية التركية حصلت تركيا على 10آلاف شخص لبناني باتوا يتقنون اللغة التركية وباتوا لوجست البرامج التركية في لبنان عبر منظمة ( تيكا) التي تقدم المساعدات وتعمل المشاريع الاغاثية والاستثمارية البسيطة بحفر الابار لمياه الشرب ، وتعبيد الطرقات، ومساعدة العائلات الفقيرة واحتضان الشخصيات السلفية ..وشرعت السفارة التركية بالبحث عّن اللبنانيين من اصول تركية وتركمانية ومنحهم الحنسية التركية !!.
————————————
نقطة نظام :-
فيجب الانتباه في العراق ايضا من حملات تسقيط رموز الجيش العراقي وتسقيط الاجهزة الامنية اخيرا لأن المخطط هو نفسه الذي يجري في لبنان والعراق بأختلافات بسيطة.. والحذر من المجموعات الممولة في العراق التي تعمّل تحت استغلال شعارات المطالبة بالخدمات والتعيينات والمطالبات بتحسين الوضع المعاشي !!! هناك من مدسوسين وباتوا يستغلون تلك الاعتصامات وتلك التجمعات وتلك الوقفات التي تطالب بتحسين الظروف !.
————————————و
ماذا يعني أنفجار مرفأ بيروت من الناحية الأستراتيجية :-
صحيح ان وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانس وبتاريخ ٢ آب ٢٠٢٠ حذّر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من خطورة تجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة له شخصيا ولدولة لبنان …وصحيح ان رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو وبتاريخ ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨ خاطب العالم من منبر الامم المتحدة وهو يرفع صورة تخطيط لمطار بيروت وقال حينها ( ان حزب الله يُخزن متفجرات في عدة مواقع منها مرفأ بيروت )
والتي من المؤكد هي تقارير داخلية من عملاء اسرائيل في لبنان تم ايصالها الى نتنياهو حول الاطنان التي خُزنت هناك منذ عامي ٢٠١٤-٢٠١٥ في مرفأ بيروت والذي حسب المحاصصة الحزبية هو من حصة السنة ومديره مقرب من اسرة آل حريري .بدليل ان مدير مرفأ بيروت قال بتاريخ الكارثة 5آب ٢٠٢٠ ( كنّا ندرك ان المواد المخزنة خطرة لكن لم نتوقع انها خطرة لهذا الحد ) وهذا يفسر حجم التواطؤ وحجم الاصرار على بقاءها الى حين ولهدف استراتيجي بدليل عندما نوه لها نتنياهو عام ٢٠١٨ لم يُفعل موضوع تلك الاطنان من قبل الحكومة السابقة وتتم معالجته … وهنا عشرات علامات الاستفهام بان تلك الاطنان المتفجرة من نترات الامونيوم وضعت هناك لهدف استراتيجي سوف يأتي موعده وها هو جاء موعده ونسف فيها مرفأ بيروت !!!.
أولا :- هل الانفجار له علاقة بقانون قيصر !!؟
يعتبر مرفأ بيروت اوكسجين الحياة بالنسبة لسوريا .وتدميره جاء كارثة اقتصادية وانسانية على سوريا ولبنان معا .لأن هذا المرفأ عمقاً استراتيجيا حقيقيا لسوريا. لأن جميع ما تستورده سوريا وخصوصا ً المواد العذائية اليومية .وايضا كونها خط (ترانزيت )بسبب هذا المرفأ بين بيروت والاردن والعراق .وتوقف المرفأ يعني توقف هذا الترانزيت. وهذا يعني دخول سوريا في ازمة اقتصادية جديدة وفِي فوضى غذائية وفقدان لبورصة كانت توفر لسوريا عملة اجنبية من وراء هذا !!.
•••والسؤال :- هل ان تدمير مرفأ بيروت هو بند من بنود قانون قيصر ضد النظام السوري وضد التمدد الايراني في سوريا والعراق مثلما تنص بنود قانون قيصر !؟
وهنا :-
وهنا لا يوجد بديل عّن مرفأ بيروت الا ميناء اللاذقية السوري. وهذا يتطلب رفع العقوبات عّن سوريا .وعند رفع العقوبات سوف يكون تحت الرقابة الروسية..
١-فيا ترى هل تنزل قوات دولية في لبنان ، وفِي ميناء اللاذقية شرطا للعمل في ميناء اللاذقية ليكون رئة لبنان وسوريا وتحت الرقابة الدولية !؟
٢-وهل سيفرض هذا واقعا جديدا ليكون التعاون بين روسيا وفرنسا لتمشية الاوضاع بين لبنان وسوريا لكي لا يستعمل اللاذقية في امور تهريبية مثلما يدعون .
ويبدو نحن ذاهبون الى ذلك خصوصا بعد نزول الرئيس الفرنسي عائدا وفاتحاً الى لبنان من جديد !!.
ثانيا:-
أنفجار بيروت نسف جميع أحلام تركيا بتنفيذ سيناريو طرابلس الليبية في طرابلس اللبنانية والنزول بغته لتأسيس قاعدة تركية على غرار مافعلته في ليبيا ودوّل رخوة اخرى !!. وهنا وجهت فرنسا ضربة استراتيجية قاصمة لتركيا ردا على مافعلته في ليبيا وما تنوي فعله في لبنان !.
ثالثا :-
انفجار بيروت نسف مشروع الأتفاقية الصينية اللبنانية تماما. لا سيما وان التقارير من لبنان افادت بأن يوم ٧ آب الجاري كان موعدا لوصول 7 شركات صينية كبيرة بقيادة الشركة الصينية العملاقة SINOHYDRO واهدافها تأسيس الكهرباء من الطاقة الشمسية ، ومد سكك الحديد داخل لبنان ،وبين بيروت ودمشق .ولتنمية مرفأ بيروت ليكون نهاية طريق الحرير الجديد !!!.
رابعا :-
نسف احلام ايران بايجاد منفذ بحري لها من خلال مرفأ بيروت و بالوصول الى شواطىء البحر المتوسط واوربا !!.
الخلاصة :-
وهذا يعني أن أنفجار بيروت لم يكن مجرد صدفه ولَم يكن مجرد حادث عرضي. بل هو وعلى مايبدو تخطيط استخبارات دول كبرى بادوات محلية لرسم استراتيجيات عملاقة لدول على انقاض استراتيجيات دول اخرى.. وبهذا استحق انفجار مرفأ بيروت تسمية ( ١١ سبتمبر لبنان ) لانه مابعده ليس كما قبله !!.
لنا عودة ان شاء الله !.
سمير عبيد
٦ آب ٢٠٢٠