عرض تاريخي خاطف عّن الحركات الاسلامية
الأحزاب الإسلامية في العراق الى أين !؟
ماهو البديل عن الاسلام السياسي!
لماذا الصمت على تمرير قوانين تخريب المجتمع العراقي!؟
بقلم :- سمير عبيد
#عرض مختصر !
عندما تعملقت روسيا وباتت تقود العالم تحت تسمية الأتحاد السوفيتي وبشعار وأيديولوجية الشيوعية دخل العالم الغربي”أوربا” في حالة أستنفار قصوى وتحالف مع الند القوي للأتحاد السوفيتي والمتمثل بالولايات المتحدة، فتأسس ما يسمى بالمعسكر الرأسمالي ويقابله من هناك المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي ، فتمت قيادة العالم من قبل هذين المعسكرين المتنافسين جدا بقيادة الولايات المتحدة من جهة والاتحاد السوفيتي من الجهة الأخرى !!…..
من الجانب الآخر:-
هناك جغرافية وتضاريس الدول الاسلامية، وكذلك تتواجد جغرافية وتضاريس الدول العربية “الاسلامية” والتي تمتلك الثروات والمواقع الأستراتيحية، والأقرب نوعا ما الى مركز الاتحاد السوفيتي من الناحية الحغرافية والفضاء الأستراتيجي .فدار عليها صراع قوي وطويل بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الشيوعي للهيمنة على القرار السياسي في تلك الدول، وجميعنا نعرف فصول هذا المسلسل !!
#كيف أسلمت بريطانيا العرب أيديلوجيا !.
فتدخلت بريطانيا وحلفائها وبالدهاء المعروف لتدعم تأسيس حركات وجماعات في الدول العربية والدول الأسلامية وتحت تسميات تنتهي بعبارة ( الإسلامية ) أي انها تمثل الاسلام وتعمل لترسيخ دولة الإسلام .ووفرت لها الدعم والاعلام والحماية واللوجست وجعلتها تنظم نفسها وتُنظّر من أجل انتشارها وتنشر خطابها المعادي الشيوعية عبر أذاعة BBC الشهيرة والأذاعات الأخرى والموجهة للعرب والمسلمين، وتنشيط عمل السفارات البريطانية وخصوصا القنصليات من الهند حتى مسقط ،ومن لبنان مرورا بالعراق ومصر حتى موريتانيا على أن الشيوعية كفر وألحاد وتهدد الاسلام والثقافة الاسلامية وانه لابد من دعم الحركات الاسلامية لتدافع عن دينها وشعوبها ضد الاتحاد السوفيتي فنشطت حركات الاسلام السياسي في المنطقة ( الشيعية منها والسنية )!. .وبالفعل غزت تلك الحركات والأحزاب الاسلامية العالمين الاسلامي والعربي على انها تدافع عن الدين والقيم الاسلامية ضد المد الشيوعي الكافر والمعادي للدين، ولعب نظام الشاه الايراني دورا كبيرا في التأثير على مراجع وعلماء الشيعة ليكونوا ضد المد الشيوعي وكان نظام الشاه يعمل وبالتنسيق مع واشنطن ولندن وحتى اسرائيل ايض ….!!
# والأتحاد السوفيتي من جانبه نجح بنشر الأحزاب والحركات الشيوعية والأشتراكية في العالمين العربي والإسلامي للترويج عن نفسه ونجح بأستقطاب الشباب المتحمس والمثقفين العرب والمسلمين الرافضين للإسلام السياسي . ولكن خطأ الاتحاد السوفيتي هو ( أنه صدّر الشيوعية الى تلك المجتمعات على شكل قوالب جاهزة دون تنقيح لكي تتلائم مع طباع وثقافة المجتمعات العربية والإسلامية ودون النظر الى التباين بين تلك الدول والشعوب، ودون النظر الى ثقافة وموروث وحضارة تلك الدول وحتى أذاعة موسكو الدولية كانت أضعف بكثير من أذاعة ال BBC. واستمر الاتحاد السوفيتي يُنًزل أفكاره بالباراشوت على تلك المجتمعات عبر الإذاعات والكتب والمجلات فاختصر على الشباب والمثقفين ولهذا لم بنجح الحزب الشيوعي ذلك النجاح الذي يقود تلك البلدان والمجتمعات نحو الشيوعية ، فبقي المد الشيوعي متقهقرا اَي الحزب الشيوعي في البلدان العربية والإسلامية .
ولكنه شكّل حالة رعب للمعسكر الرأسمالي الذي ضاعف من دعم الحركات والجماعات الاسلامية التي استقطبت رجال دين وعلماء وفقهاء الدين والشرائح الفقيرة وعندما أستقوت تلك الحركات الاسلامية وباتت تتنامى من جهة ومن الجهة الاخرى نمى الحزب الشيوعي وبات يتنامى بقيت شرائح عربية وإسلامية واسعة لا تحبذ الحراكين ( الاسلامي والشيوعي ) فتولدت حالة غليان !.
#هنا التقطت الخيط الولايات المتحدة واوربا وبريطانيا ايضا فأشتغل مطبخ هنري كيسنجر وبالتعاون مع الحلفاء فنجحوا وَعَبَر الاعلام والسفارات الاميركية والغربية والبريطانية المنتشرة في العالم العربي من نشر الوعي القومي العربي وبالفعل نمى الشعور القومي والحركات القومية بشكل كبير وسريع فتم دعم تأسيس الحركات القومية على انها تدافع عن الهوية القومية ضد أسلمة المجتمعات العربية وضد المد الشيوعي الذي يريد ضرب الهوية القومية…. وبالفعل انتشر المد القومي بشكل كبير وقاد دولا عربية ومن رحمه ولدت الأحزاب القومية والعروبية وحتى الاشتراكية العربية !!.
وهنا نجحت امريكا وبريطانيا من تطويق المد الشيوعي من جهة . ومن جهة اخرى ابقت الشعوب العربية غارقة في الصراع الحزبي والايديلوجي في المجتمعات والجامعات وفِي جميع الميادين لعقود طويلة .بحيث هي التي عملقت الحالة الناصرية (عبد الناصر) والحالة الناصرية القومية لكي ينشغلون بنشرها في الدول العربية بدلا من التفكير والاستعداد ضد اسرائيل .بحيث حتى الحروب العربية التي حدثت مع اسرائيل تبين اخيرا ان قراراتها وتوقيتاتها كانت بريطانية اميركية وغربية ولضرورات حتمتها المصالح الغربية والاميركية في حينها !!.
# نصب الفخ الأخير للشيوعية والعودة لأستخدام الحالة الاسلامية لخدمة المصالح الغربية !
لقد نجحت واشنطن والغرب وبدعم من الأنظمة الخليجية الغنية التي اعتمدت بثباتها وقوتها وديمومة حكمها على مساعدة امريكا والغرب وإشراك التيارات الاسلامية المتشددة التي وفرتها لها واشنطن ولندن والغرب في أوقات معينة ..ومثلما ذكر في سياق المقال.
فتم نصب الفخ للاتحاد السوفيتي في افغانستان وبعد ان نجحت واشنطن من اختراق النظام السياسي هناك من خلال الرئيسين غورباتشوف ثم الرئي يلسن فكان المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفيتي ومن خلال استغلال الغليان والكراهية لدى التيارات والانظمة الاسلامية والعميلة لواشنطن فحاربت بهم الأتحاد السوفيتي في افغانستان بعد وقوعه في الفخ هناك .. وأخرجته خاسرا وذبحت حليفه في كابول الرئيس الشيوعي نجيب الله وباتت الحركات الاسلامية حديث العالم ( وجميعكم تعرفون الباقي ) !!.
#من هنا تعملقت التيارات الاسلامية والتي تأسست وبنسبة ٩٥٪من المطبخ البريطاني والاميركي والانظمة الحليفة لهما في المنطقة والعالم وكحالة بديلة عن الشيوعية من جهة، وفِي نفس الوقت الوقوف بوجه التيارات القومية والعلمانية من جهة اخرى ، وكل هذا بدعم وترتيب امريكا والغرب.وبالفعل هيمنت الحركات الاسلامية بشقيها المعتدل والمتطرف على المشهد العربي والإسلامي ولسنوات . وبعد نجاحها في تقهقر الشيوعية والقومية والعروبية انتقلت الى الأنشقاقات والتفريخ فولدت مئات الحركات الاسلامية مختلفة الايديولوجيات والتوجها وبدأ الصراع فيما بينها تحت أنظار الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل والغرب.فباتت بمثابة جيوش سرية بخدمة واشنطن ولندن والغرب !!.
#أستراتيجية الإسلام عدوا !!.
فعندما وصلت الحركات الاسلامية الى أوج عملها وطموحاتها مثلما أشرنا اعلاه . بعدها وبدعم أمريكي وغربي تم دفع الحركات الاسلامية للتنافس على الحكم في بعض الدول العربية ..وبالفعل تم بعضها من الوصول الى الحكم والسلطة واُخرى وصلت لتكون شريكه في السلطة وكله بدعم خفي من امريكا والغرب..وعندما مارست الحكم والسلطة بدأ الصراع فيما بينها .
بحيث باتت هناك تيارات متطرفة ثم ارهابية. فبات شعارها استهداف الغرب والحضارة الغربية على انها عدوة الشعوب الاسلامية والاسلام وبمساعدة من الاعلام الغربي نفخت تلك القيادات والحركات الاسلامية المتطرفة وبمساعدة مدروسة من الغرب نفسه وضمن استراتيجية ( جعل الإسلام عدواً بدلا من الشيوعية !!) !!!.
بحيث فتحت الهجرة الى مختلف الأطياف الاسلامية السنية والشيعية الى امريكا وبريطانيا والغرب وبعلم من سلطات تلك الدول.وفتحت لها المساجد والحسينيات ولمراكز الثقافية واعطيت الحرية في الحركة والاعلام والتظاهر والكلام والنشر والتثقيف ( وكله مرصود من قبل سلطات تلك الدول لحين الوصول للذروة ) والحقيقة كانت استراتيجية مدروسة اسمها ( جمع الذئاب والعناية بها وتكبيرها ثم رميها فيما بعد في حدائق الدول التي جاءوا منها !!) والقسم الأخير فسحوا لها المجال لتضرب دول أوربا نفسها ..
وبالفعل قادت بعض الحركات الاسلامية المتطرفة سلسلة عمليات وضربات وتفجيرات واغتيالات وخطف طائرات ضد المصالح الاميركية والغربية وأغلبها بعلم من تلك الدول وصولا لأحداث ١١ سبتمبر التي بررت الحرب ضد افغانستان والعراق واستمرت ثقافة الحرب ..وذلك نجحت واشنطن والغرب بإقناع شعوبها ان هناك خطر قادم وهو أخطر من الشيوعية واسمه ( الإسلام ) وبالفعل نجحت تلك الدول الكبرى بنشر ثقافة “الاسلامفوبيا” بين مجتمعاتها .فبات الاسلام عدو مخيف وبات المسلمون خطر عليهم وعلى مجتمعاتهم وثقافاتهم الغربية من وجهة نظر الشعب الاميركي والشعوب الغربية .. وقطعوا بذلك مرحلة معينة ..
ثم بعد ذلك اننقلت تلك الدول لأقناع شعوبها لابد من الأنتقال لمرحلة تبرير التدخلات في الدول الاسلامية والعالم الاسلامي ككل من اجل منع الخطر الاسلامي على شعوبهم وبالفعل تم تأسيس ( منظمات ارهابية ، وحركات إسلامية متطرفة) ووفرت لها التدريب والتمويل والاعلام والأسلحة والتكنولوجيا وحرية الانتقال المدروس لتستمر في الفعاليات التي تخدم المصالح الاميركية والصهيونية والغربية ……..!!.
# الفخ الأميركي للقضاء على الإسلام السياسي في نفوس جماهيره !!.
وبالمقابل من ذلك وإلحاقاً بما تقدم في سياق الموضوع !!!…
اولا :-
ذهبت الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب لتدعم حركات واحزاب إسلامية “شيعية وسنية” لتصل الى الحكم أو تكون شريكة قوية في الحكم والقرار في بعض الدول العربية والإسلامية ومنها العراق . وبحجة الديموقراطية والتداول السلمي وصناديق الاقتراع ،،،،والحقيقة أن نسبة ٩٨٪ منها مرت وتمر تحت العباءة الاميركية والبريطانية وبعلم من الصهيونية والكنيسة الإنجيلية. اَي تم تزكيتها لتكون في صدارة الحكم او شريكة في الحكم والقرار وضمن شعار ولعبة الديموقراطية ….!!!.
وتركتها واشنطن ولندن والغرب لتمارس تلك الأحزاب والحركات الاسلامية الحكم والسلطة بعيدا عن الديموقراطية. لا بل تركتها لتسرق شعوبها وأوطانها. وتركتها لتغرق في ألفساد والمحسوبية والأستحواذ وبناء الأقطاع السياسي . وتركتها لتحطم الطبقة الوسطى في تلك الدول التي تحكمها ومنها العراق لتصبح هناك فجوة واسعة جدا بين مجموعات سياسية وسلطوية نهبت المال العام والثروات وتعيش بمناطق محصنه وبين أكثرية مسحوقة لا تجد قوتها ولَم يتوفر لها الا الفقر والجهل والمرض والمخدرات والجريمة بدلا عّن الصحة والتعليم والصناعة والزراعة وغير ذلك …
ثانيا :
فكانت ولا زالت الولايات المتحدة والغرب والمنظمات المتخصصة والمرتبطة بهم تراقب كل شيء يتعلق بطريقة وتعامل حكم الإسلام السياسي في العراق وفِي الدول الاخرى التي حكمها الاسلام السياسي او التي يشترك بها الاسلام السياسي في تمرير السياسيات والقرارات .بحيث سجلت الولايات المتحدة كل صغيرة وكبيرة عن مراحل حكم وسياسات حركات الإسلام السياسي……. وكذلك عرفت وتعرف أي ذهبت الأموال المسروقة واين تستخدم، وكم أصبحت سواء في العراق او في الدول التي ذهبت لها الأموال.
فكل شيء موثق ومعلوم بالصورة والصوت والوثيقة والدليل .ولم تكتف واشنطن وحلفائها بذلك بل زرعت عيونها وآذانها في جميع مكاتب وبيوت ومقرات احزاب وحركات الاسلام السياسي في العراق وغير العراق .وقامت بأختراق جميع الحركات والمنظمات الاسلامية ( الحركية والمقاومة والمعارضة ) في العراق وفِي الدول الاخرى الشيعية والسنية منها…….!.
ثالثا :-
وبهذا نجحت الولايات المتحدة والغرب واسرائيل في تحقيق ما يلي :-
١- أضعاف الاسلام بشقيه ( السني والشيعي ) ونجاحهم في أقناع العرب والمسلمين بشكل عام والعراقيين بشكل خاص بأن( الشيعة غير أمناء على الإسلام، بل أمناء على الحالة السلبية في مذهبهم الشيعي ويعملون على ترسيخها وقدسيتها … ولا يصلحون للحكم اطلاقا ) …وأقناع العالم الاسلامي والعربي والعراقيين ب (أنَّ السنة في العراق مجرد تجار “شنطة ” وطابور خامس جاهز للبيع …وأنهم معامل ومفاقس إرهابية ليس إلا !!.
٢- نجاحهم بنشر الكراهية داخل المجتمعات العربية والإسلامية ضد رموز وسلطات وإدارة وهيمنة أحزاب وحركات الإسلام السياسي في العالم العربي بشكل عام وفِي العراق بشكل خاص
٣-،ونجحوا بإفشال حركات الاسلام السياسي في دول كثيرة مثل الجزائر ،ومصر ، وموريتانيا ، والسودان ، وإندونيسيا ،وأفغانستان ، وباكستان ، وتونس ،وليبيا اخيرا ، وفِي العراق ، ويحالون ومستمرون لإفشالها في ايران وتركيا على حد سواء ..
ففي العراق بات يُنظر لقادة الاسلام السياسي لصوص كاذبين متاجرين بالدِّين وجميع ما يقولون هو كذب وهراء.. لا بل وصل السيل الزبى ولأول مرة في تاريخ العراق ان هناك شتائم وتخوين وكراهية متصاعدة لمراجع الدين في العراق!!!!: وهناك كراهية ولأول مرة في تاريخ العراق الى ملابس وهيئات ووجوه رجال الدين …..
وهذا مؤشر خطير جدا جدا والضحية فيه الإسلام بشقيه “السني والشيعي” وهنا نستطيع القول أنهم نجحوا في أستراتيجياتهم عندما اغرقوا النخب الاسلامية المتصدرة للمجتمع وللنظام السياسي والتوجيه في الفساد والكذب وحب السلطة والمال والتمتع بمنظر تجهيل الناس وأغراقهم في الخرافات وعدم التحرك لأنقاذ الشعب ولا لأنقاذ الإسلام ولا لأنقاذ الأوطان فباتوا طغاة فاشلون وحاقدون على الشعب العراقي وعلى العراق من وجهة نظر الشعب العراقي !!.
————-
#نقطة نظام :-
أياكم تصديق بأنه لا توجد “قيادات إسلامية ووطنية ومجموعات تعمل تحت راية الإسلام السياسي وهي شريفة وعفيفة وصادقة ونزيهة ووطنية وتحب الاسلام والنَّاس” …بالعكس هي موجودة على مستوى النخب والكفاءة والانتشار وهي صادقة . ولكن وللاسف باتت في حالة حصار شديد اعلاميا وماديا ولوجستيا. وباتت في حالة غربة وسط المجتمعات لأنه باتت الناس لا تصدقهم ولا تعتقد بهم بسبب الخراب الذي مارسته النخب و الأحزاب الاسلامية التي اشتركت في الحكم والسلطة تحت الرعاية الاميركية والغربية والصهيونية في العراق وغير العراق !!!.
—————
#مستقبل الحركات الاسلامية في العراق !.
ليس لدينا في العراق من الإسلاميين من هم بشجاعة ” أردوغان وصديقه غول ” وعندما تقهقر حزبهم العتيق حزب ” الفضيلة الإسلامي ” بزعامة البروفسور أربكان فسارعوا للوقوف أمام أستاذهم وقالوا له سوف نخرج لنؤسس حزبا جديدا بافكار جديدة وطابع جديد يواكب المتغيرات ويحاكي الشباب .. فرفض واتهمهم بالعمالة لإسرائيل وقال عنهما ( الولدان العاقَان ).فبقي حزبه متقهقرا بحيث غير أسمه الى حزب ” السعادة ” ولَم ينجح واندثر بموت أربكان !.
بالمقابل أسس اردوغان وغول ومعهم النخب التي خرجت معهم من الفضيله والتي التحقت بهم من المجتمع التركي فتم تأسيس (حزب العدالة والتنمية الاسلامي /ولكن باسقاط علماني تعددي ) الذي انتشر في المجتمع التركي انتشارا كبيرا وخلال ١٢ عام بات الحزب الأول في تركيا ولا زال متربعا للدورة الخامسه على التوالي وهو يقود تركيا . وتاركا الطريق الراديكالي تماما نحو طريق إسلامي عصري يُؤْمِن بالمتغيرات وسياسة السوق والتنمية الحديثة والتداول السلمي للسلطة ومشاركة الجميع في المنافسه !!.
•• كل هذا ولم يجرؤ على فعله أي سياسي إسلامي عراقي ولا أي مجموعة إسلامية عراقية ولا أي ورشة إسلامية عراقية بل تشبثوا بمنجزات المستنقع الأميركي وباتت مقدسة بالنسبة لهم. لا بل أدمنوا عليها تماما بحيث باتوا يتصرفون في دولتهم البوليسية المغلقة ( المنطقة الخضراء) كأنهم قياصرة والمجتمع مجرد شرائح من ( البوليتاريا) الهائمة والتائهة .
فمارسوا الحكم والسلطة دون الأكتراث للعراق والشعب وحتى وان أحترق العراق من اقصاه الى أقصاه
. لا بل تجففت أغلب قلوبهم وعقولهم من الانسانية والعطف فباتوا يعشقون الازماتِ لزج العراقيين فيها ليتفرجوا هم على نزيف الدم وأنين الثكالى وانتشار الأيتام والأطفال في الطرقات وخارج المدارس للتسول والضياع.. الخ
. ومضت السنين وهم يغرقون تباعاً في المستنقع ألذي أعد لهم . اي باتوا يموتون وهم احياء انسانيا ودينيا واخلاقيا ..ولَم ينتبهوا الا بعد فوات الأوان وبعد ان بات المواطن العراقي لا يثق بهم وبأحزابهم وشعاراتهم لا بل بات يتمنى موتهم جماعياً…. ولَم يبق معهم الا اقربائهم والمستفيدين منهم ومن هذا الوضع القاسي !!.
#•• أخيرا :-فكروا بالقفز من السفينة المتهالكة !
بالطبع ان تهالك السفينة ليس جديدا بل بدأ من سنوات ولكن طمعهم بما تحويه هذه السفينه من مغريات بقوا فيها بل تشبثوا فيها على انها سفينة نوح …وعندما زاد التهالك قفزت بعض الجهات التي تمثل الاسلام السياسي على مستوى الحركات والشخصيات ولكن جميع قفزاتها كانت في الهواء وحتى التسميات التي أعطتها لنفسها مع أضافة ( الوطني ، والوطنية ) في أخر تسمياتهم الجديدة التي لم تبهر الشارع العراقي ولَم تقنع الرأي العام بل تحولت الى نكته يتداولها الناس …..
والسبب هو :-
١- توقيت القفز من السفينة المتهالكة جاء متأخر جدا !.
٢- القفز من السفينة لم يكن صادقا ولأجل التكفير عّن الذنوب. بل كان ولا زال كاذبا ومن أجل تغيير التسمية والشعار فقط ..وهذا ينم عّن غباء سياسي. وينم عّن احتقار للشعب العراقي بأنه شعب جاهل حسب قناعة هؤلاء !.
٣- الذين ادعوا انهم غادروا قاطرة الاسلام السياسي الحاكم ويريدون المشاركة بأنقاذ الوطن لا زالوا يشاركون في المناصب والنفوذ. وبالتالي فشلت سياستهم الجديدة والتي ينطبق عليها القول التالي ( قدم في سفينة السلطة ..وقدم على الساحل ) !!.
٤- الذين ادعوا انهم وطنيون وانشقوا عن أحزابهم وحركاتهم الحاكمة وأعطوا لهم تسميات وطنية براقه لا زالوا بنفس الشعارات الكاذبة ولا زالوا بنفس الأسلوب العقيم ولا زالوا لم يثبتوا للشعب مصداقيتهم ويقوموا بتسليم مالديهم من عقارات وشوارع ومناطق وبساتين ومؤسسات ومقرات مغتصبه من قبلهم ، وأعادة مئات الضباط والمراتب والسيارات والأسلحة والمعدات التي بحوزتهم كخدم وحمايات ومرافقين الى وزارتي الدفاع والداخلية.. وقبول رفع الأسيجة العنصرية التي فرضوها على دويلاتهم ومقاطعاتهم !!.
###مستقبل الحركات الاسلامية في العراق :
لقد انتهى مستقبل حركات الاسلام السياسي في العراق ولن تنفع بعد الآن كلمة ( الاسلامي ، والإسلامية ) التي يضعونها وراء تسميات الحركات والأحزاب والجماعات بل باتت هي التي يهرب منها الناس!!.
وفِي نفس الوقت باتت لن تنفع كلمة ( الوطني ، والوطنية ) التي باتوا يضعونها مرادفة لتسمياتهم الجديدة والسبب لأنهم وعندما غيروا تسميات أحزابهم وحركاتهم بقوا هم في الصدارة وبقوا في القيادة فعرفها الجمهور العراقي مجرد مسرحية و كذبة !
يقابلها أصرار من نفس الوجوه التي نبذها الشعب لتبقى في الصدارة وهذا يعني احتيال مفضوح لأن هذه الوجوه لن ولن ولن تؤمن بالتغيير،، ولن ولن ولن تؤمن بالتداول السلمي والديموقراطي، ولن ولن ولن تؤمن بالإصلاح ؟ ولن ولن تترك شعارها الأزلي والذي يستند على الضد النوعي الذي يقود (( إن لم تكن معي فأنتَ ضدي لا بل عدوي ويجب ان تكون تحت
المراقبة !!)
# فالعراق مقبل على قيادة من الجمهور وقيادة الشباب وكذلك قيادة المؤسسات السياسية الحديثة واحتمال يخرج قائد شعبوي او عسكري وحينها سوف يكون حوله التفاق كبير جدا كرها بحركات الاسلام السياسي .
لا سيما وان العراق مقبل على نسخة إسلام جديدة تكون قريبة من (الحالة الصوفية ) والذي اطلقوا عليها تسمية أميركية استنادا لمشروع ضخم يعملون عليه في امريكا منذ 10 سنوات وهو ( الإسلام المدني الديموقراطي ) وان السفير الأميركي الجديد في بغداد السيد ( ماثيو تويلر) هو أحد أعمدة هذا المشروع وأرسل للعراق للتمهيد لهذا المشروع!!
وبات له يد بتمرير بعض القرارات الاخيرة مثل ( العنف الأسري الذي يعطي الحق للإبن ان يشتكي على أبيه،والزوجة تشكي زوجها ، لا بل تخرجه لينام في مكان مخصص للرجال المعنفين ..الخ وكذلك خروج النساء لمكانات خاصة متخصصة للمعنفات وغيرها ) وقوانين تخص المرأة واُخرى تخص العائلات وهذه قوانين وقفت بوجهها مؤسسات وصحف مصرية ووقف ضدها البرلمان المصري والنخب المصرية في زمن الرئيس مبارك ومنعت تمرير حزمة من تلك القوانين التي ارادت فرضها السفارة الاميركية في القاهرة. لأن الرفض جاء بسبب ان هذه القوانين تنسف طبيعة وثقافة وتاريخ المجتمع المصري وتجعله بثقافة اميركية ..
وللاسف ان تلك القوانين التي رفضها المصريون بدأت تشرع في العراق والشعب العراقي نائم ومنظمات المجتمع المدني متواطئة والبرلمان فوضى والحكومة ترقع ب (فتوك) حكومة العبادي والرئاسة داعمه لتلك القوانين !!.
##همسه :-
بعد ان تنتهي التحقيقات الخاصة حول العراق وبقضية الفساد وانتهاكات حقوق الانسان وسوء الأدارة ونهب وهدر الأموال منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن و التي بدأ بها خبراء اميركيين من وزارة الخزانة الاميركية ومن ال FBI وخبراء أممين من منظمات متخصصة بمحاربة غسيل الأموال والتهريب الضريبي والفساد وبمساعدة الدول جميع الدول في المنطقة والعالم والتي لديها ادلة او وثائق او حسابات سرية او عقارات او شركات تابعة للمسؤولين العراقيين واعوانهم ومساعديهم والتابعين لهم …
سوف يكون في العراق ( تسونامي سياسي) سيُغير المشهد تماماً !!.
سمير عبيد
٢١ أيلول ٢٠١٩